دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

التناسب بين اللفظ والمعنى = محمود عبد الخالق عطية

نتكلم عن بعض التناسب بين اللفظ والمعنى …وللأسف كان مفترض أن يدرس مثل هذا الكلام فى بدايات تعلم اللغة … ….علماء اللغة غالبا يجعلون الضمة التى هى أقوى الحركات للمعنى الأقوى والفتحة الخفيفة للمعنى الخفيف والمتوسطة للمتوسط .فيقولون =عز يعز – فتح العين اذا صلب وأرض عزاز أى صلبة ….ويقولون = عز يعز – بكسرها – اذا امتنع .والممتنع فوق الصلب .فقد يكون الشئ صلبا ولكن لا يمتنع على كاسره …ثم يقولون = عزه يعزه -بالضم -اذا غلبه …..قال تعالى فى قصة داود عليه السلام – وعزنى فى الخطاب – ص-23- والغلبة أقوى من الامتناع…….اذ قد يكون الشئ ممتنعا فى نفسه .متحصنا عن عدوه .ولا يغلب غيره …فالغالب أقوى من الممتنع فأعطوه أقوى الحركات -وهو الضمة – والصلب أضعف من الممتنع ..فأعطوه أضعف الحركات – وهو الفتحة – …والممتنع هو المتوسط بين المرتبتين .فأعطوه حركة الوسط ..ونظير هذا قولهم ( ذبح ) -بكسر أوله -للمحل المذبوح .و(ذبح) – بفتح أوله – لنفس الفعل ..ولا ريب أن الجسم أقوى من العرض …….فأعطوا الحركة القوية للقوى .والضعيفة للضعيف وهو مثل قولهم (نهب) -بكسر أوله – و( نهب )- بفتح أوله- بالكسر للمنهوب والفتح للفعل ..وكقولهم ( ملء- وملء ) بالكسر لما يملأ الشئ وبالفتح للمصدر الذى هو الفعل …..وكقولهم ( حمل – وحمل ) فبالكسر لما كان قويا مثقلا لحامله على ظهره أو رأسه .أو غيرهما من أعضائه (والحمل ) بالفتح لما كان خفيفا غير مثقل لحامله ..كحمل الحيوان ……وحمل الشجرة به أشبه ففتحوه …..ولنتأمل كونهم عكسوا هذا فى (الحب ) بكسر الحاء و (الحب)بضم الحاء .فجعلوا المكسور لنفس المحبوب ومضمومه للمصدر ايذانا بخفة المحبوب على قلوبهم ..ولطف موقعه من أنفسهم وحلاوته عندهم وثقل الحب ولزومه للمحب كما يلزم الغريم غريمه .ولهذا يسمى غراما ..ولهذا كثر وصفهم لتحمله بالشدة والصعوبة ..واخبارهم بأن أعظم المخلوقات وأشدها من الصخر والحديد ونحوهما لو حمله لذاب ولم يستقل به .فكان الأحسن = أن يعطوا المصدر هنا الحركة القوية .والمحبوب الحركة التى هى أخف منها ومن هذا قولهم (قبض) -بسكون وسطه – للفعل .و ( قبض ) بتحريكه للمقبوض والحركة أقوى من السكون ..والمقبوض أقوى من المصدر……ونظيره ( سبق ) بالسكون للفعل .و ( سبق) بالفتح للمال المأخوذ فى هذا العقد ..وتأمل قولهم ( دار – دورانا ) و (فارت القدر فورانا ) و ( غلت – غليانا ) كيف تابعوا بين الحركات فى هذه المصادر لتتابع حركة المسمى .فطابق اللفظ المعنى ….وتأمل قولهم ( حجر – وهواء ) كيف وضعوا للمعنى الثقيل الشديد هذه الحروف الشديدة ووضعوا للمعنى الخفيف هذه الحروف الهوائية التى هى من أخف الحروف ومثل هذه المعانى يستدعى لطافة ذهن ورقة طبع……..وانظر الى تسميتهم الغليظ الجافى بالعتل والجعظرى والجواظ .كيف تجد هذه الألفاظ تنادى على ما تحتها من المعانى …وانظر الى تسميتهم الطويل بالعشنق .وتأمل اقتضاء هذه الحروف ومناسبتها لمعنى الطول ….وتسميتهم القصير بالبحتر ..وموالاتهم بين ثلاث فتحات فى اسم الطويل وهو العشنق واتيانهم بضمتين بينهما سكون فى البحتر كيف يقتضى اللفظ الأول = انفتاح الفم …وانفراج آلات النطق وامتدادها وعدم ركوب بعضها بعضا ..وفى اسم البحتر الأمر بالضد ….وتأمل قولهم = طال الشئ فهو طويل .وكبر فهو كبير .فان زاد طوله وكبره قالوا = طوالا وكبارا .فأتوا بالألف التى هى أكثر مدا .وأطول من الياء فى الأطول فان زاد كبر الشئ وثقل موقعه من النفوس ثقلوا اسمه فقالوا (كبارا )بتشديد الباء …..ونأخذ الآن مثالا حرف الميم ..الذى منه الدعاء باللهم ..الميم هى علامة الجمع ..لذا فان نطقه يقتضى أن يجمع الناطق به شفتيه ..فوضعه العرب علما على الجمع .فقالوا للواحد أنت وللجمع أنتم وكذا فى باقى الضمائر ..ولو تأملنا الألفاظ التى فيها الميم نجد أن الجمع معقودا بها .مثل لم الشئ يلمه اذا جمعه .ومنه لم الله شعثه أى جمع ما تفرق من أموره ..ودار لمومة أى تلم الناس وتجمعهم .ومنه الأكل اللم جاء فى تفسيرها = يأكل نصيبه ونصيب صاحبه وأصله من اللم وهو الجمع ..ومنه ألم بالشئ .اذا قارب الاجتماع به والوصول اليه ..ومنه اللم وهو مقاربة الاجتماع بالكبائر .ومنه الملمة وهى النازلة التى تصيب العبد ..ومنه اللمة وهى الشعر الذى قد اجتمع وتقلص حتى جاوز شحمة الأذن .ومنه بدر التم = اذا كمل واجتمع نوره ..ومنه التوأم -للولدين المجتمعين فى بطن ..ومنه الأم = وأم الشئ أصله الذى تفرع منه فهو الجامع له .وبه سميت مكة أم القرى .والفاتحة أم القرآن واللوح المحفوظ أم الكتاب ..ومنه الأمة = فهى الجماعة المتساوية فى الخلقة أو الزمان أو المكان ..ومنه الامام = الذى يجتمع المقتدون به على اتباعه ..ومنه أم الشئ يؤمه اذا جمع قصده وهمه اليه ..ومنه رم الشئ يرمه = اذا أصلحه وجمع متفرقه ..ومنه ضم الشئ يضمه = اذا جمعه ..وقيل منه سمى الرمان لاجتماع حبه وتضامه ..ومنه هم الانسان وهمومه = وهى ارادته وعزائمه التى تجتمع فى قلبه ….نكتفى بهذا

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع