قصة.
فقد .
حملوه على نعش والهجوا بذكر حزين، من خلف شبابيك النوافذ سافرت زغاريد النساء الحزينة في الفضاء الموجوع تختلط بأصوات الشباب الملتاعة الثائرة كحمم بركان مكبوت :
- ﻻاله اﻻ الله والشهيد حبيب الله.
مشى أمامهم يسنده عكاز يئن تحت وطأة الفاجعة، في أعماقه يتكسر الفرح شظايا دامية يتوجع فيه اﻷلم ويئن في زاوايا الروح، ينتفض قلبه محتظرا كطير ذبح على حين غرة، ترحل نظرات عينيه الذابلة كمواسم الجفاف نحو الﻻشيء والى كل شيء.
يتناهى الى سمعه صدى صوت مخلوط بأصوات المشيعين أرخى سمعه ونبضة في القلب تقاوم جحافل الحزن الموغل في اﻷوصال، يسمع يحس يستشعر... صوت بكائه عند الوﻻدة...أول الحروف التي نطقها ...ضحكة الطفولة ...وصوت تكبيره عند الصﻻة، صوته يميزه بقلبه من بين آﻻف اﻷصوات، صوته تغريد عصفور الربيع على ضفاف الوجدان:
- أبي أبي
جفل من الصوت وارتعشت يده كاوراق الخريف، اختلج قلبه كأنما يقاوم اﻹحتظار، التفت واللهفة تسبق نظراته نحو الخلف، النعش على اﻷكتاف مرفوع والجثمان مسجى،بقعة الدم التي صبغت لون البياض توشي بهمجية الظلم اﻷعمى تداعى قلبه منهارا كبناء قوض أساسه وزحف الوجع الموجوع على أركانه.
توقف المشيعون أنزلوا الجثمان يوارونه الثرى والمزيد من المشيعين من كل حدب ينسلون كأنهم زرع ينبثق من قلب اﻷرض تعلوا أصواتهم بالذكر تارة وأخرى تتوعد بالثأر، غاب عن المكان والزمان ورحلت نظرته الموشية بالغروب تبحث ملتاعة بين الوجوه عن وجه الحبيب ومﻻمح اﻹبن والروح تنسكب منه في كأس الفقد المرير.
يتقدم منه الشباب يقبلون شيبته يعدونه بالثأر من آلة القمع وإن كانت أرواحهم الثمن، يواسونه كلنا أبناؤك، تتقاطر دموع القهر كأمطار الشتاء وحشرجة الوجع تئن ألما وصمتا في أنينه يحدق في كل الوجوه ﻻ وجه يشبه وجه الحبيب كل الوجوه رؤيتها ﻻ تمسح الضيم عن نوافذ قلبه ﻻ تجتث عروق اﻷحزان من وجدانه ﻻ تحيي روحا تعانق اﻹحتظار.
سميرة منصور// المغرب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة