..........................ايفا.............................
اسمع مني يا أخينا
قصة عجوز في الثمانينا
من بريطانيا اسمها ايفا
كافرة وأخلاقها تعنينا
كانت بتمرض في مشفى
حنون وتساعد بائسينا
من السرطان رحل جوزها
كانت معاه خير معينا
والأم ياما عانت منه
راعتها ايفا لسنينا
بكت وقالت خلاص ياما
ياحضن مات كان يحمينا
طلعت ايفا على معاشها
ابنها شاب في الخمسينا
ادوار ياخي دا كان اسمه
جارها مخالف في الدينا
عبد الحي جارها سعودي
وبالجار الهنا موصينا
عبد الحي على شئونها
الرحمة علمنا نبينا
ايفا كان داير في خيالها
اداور بيدفع لأخينا
وفي مرة أتاها يزورها
قالت له برك مالينا
هات ايديك أبوسها
عطفك يابني مغطينا
عبد الحي شايف شغله
قال اسم غريب لايعنينا
أنا جايلك واقع في ورطة
بدي لمالك يفدينا
ايفا انهارت من الصدمة
خد مالها وغادر في الحينا
راحت تفكر طول ليلها
يادنيا ليه تأسي علينا
بفارغ صبر باكر نادت
ياعبد الحي مين يبغينا
مين اللي بيدفع لك قل لي
مين اللي كرمه بيندينا
عبد الحي حضنها وقال
مالك يا أمي لا تبكينا
اللي بيدفع لي ربي
حسنات من ناره هتشرينا
كل الخير مكتوب عنده
والأفعال في التدوينا
عرفني الهك ياعبده
ذكره ملأ قلبي يقينا
وسط الكلام نامت ايفا
شافت رؤيا تسرينا
ياعبده أنا شفت المولى
بحبه عمال ينادينا
بحب ربك ياعبده
مشتاقة أدخل في الدينا
قوام أخذها الى المركز
سفينتها رسيت على المينا
بعد الشهادة ماتت ايفا
في نفس اليوم يا أبينا
ندفنها معانا يا ادوار
قال لا جسدها بيعنينا
وبعد عناء قرر ادوار
يبيع جثتها لدافعينا
عشرة آلاف أعطوا ادوار
ولو أوصلها لملايينا
دفنت ايفا بمقابر المسلمين بمدينة لندن في يوم الجمعة الموافق 9- 6 - 2014 ..لم يأخذ غسلها وتكفينها ودفنها أكثر من 25 دقيقة وفاح المسك والعنبر عند قبرها ..يتساءل الكثير عن سبب حسن خاتمة هذه المرأة ..وبعد تتبع حياتها وسيرتها وجد أنها كانت تعمل بمشفى حكومي فكانت مخلصة في عملها وتخفف آلام المرضى بل وتعطيهم حصتها من الطعام وتعطي النقود لغير المشتغلين في حييها وتوزع الهدايا على الأطفال في الحديقة وتزور وتساعد المسنين.وتولت أمورزوجها وأمها المصابان بالسرطان حتى موتهما ....محمود عبد الخالق عطيه المحامي
قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة