دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الطقطوقة الخامسة والخمسون بعد المئة الاولي .... الاحوطيات = Ahmad Zaki أمس الساعة ‏01:05 م‏

جميعنا نعلم رسول الله صلي الله عليه وسلم .... كان اذا عُرضت عليه الامور.... إختار الايسر فالايسر... 
وعندما ابتلانا الله بتيار في هذا الزمان.... يحملُ عصا كلامية غليظة.... ويختار الأعسر فالأعسر....
بـحججٍ شتي منها.... درء المفسدة.... والأخذ بالأحوط .....
فأحدث ذلك خللا في الأمة  خطير .....
لأن هذا التعسير جاء مخالفا لإرادات ربنا الثلاث... التي ذكرها في كتابه العزيز :
1 - يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ [البقرة : 185]
2 - يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء : 28]
3 - وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء : 27]
وهذا التعسير جاء مخالفا صريح الآيات الكريمة :
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج : 788]
ومخالفا الآية الكريمة :
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف : 322]
وقد ألف احد العلماء الاجلاء كتابا من ستة أجزاء اسماه.... تحرير المرآة في عصر الرسالة .....
وهو الأستاذ عبد الحليم أبو شقه رحمه الله.... ظل هذا الرجل حوالى عشرون عاما يشتغل في هذا الكتاب....
ويجمع نصوصه من القرآن وتفاسيره ومن كتب السنة.... وجاء بنصوص صحيحة وصريحة.....
تدل علي أن المرأة في عهد النبوة وفي عهد الصحابة.... كانت تشارك في الحياة العامة....
فكانت تغزو... وتطبب .... وتعمل....وتتاجر .... وترعي....
فكانت المرأة فصيل من المجتمع يؤدي دوره بكل حرية  ....
ولأن الصحابة كانوا أكثر الناس إتباعا لرسول الله صلي الله عليه وسلم... وفهما لسنته ولروح الإسلام...
فكانوا أكثر الناس تيسيرا.... ولذلك رُويَ عنهم فقها سهلا  سمحا...
وجاء بعد الصحابة التابعين ( وهم تلامذة الصحابة )... ففعلوا ما يلي :
فكما أن الصحابة لم يبلغوا مبلغ النبي صلي الله عليه وسلم في التيسير ...
فان التابعين هم أيضا لم يبلغوا مبلغ الصحابة في التيسير....
وأتباع التابعين لم يبلغوا مبلغ التابعين....
وكل فئة جاءت إنما كانت لا تبلغ مبلغ الفئة التي قبلها في التيسير  ....
لأنها كانت تأخذ بالأحوط.....
ومن ثَمّ تضيف الي الدين السمح ... بعض الاحوطيات...
وكل فئة تأتي وكل عصر يتوالي..... يضيف بعض الأحوطيات الي ما كان قبله ....
 حتي نأتي في النهاية بمجموع تراكمي هائل من الاحوطيات تحيط بالدين....
وإذا كَثُرت الأحوطيات في الدين.... فمعناه زيادة الأثقال والأغلال والآصار....
وقد بعث الله تبارك وتعالي النبي محمد صلي الله عليه وسلم ... ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم :
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُة وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157]
ونحن نقول في دعائنا:
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا [البقرة : 286]
وقد ويقول قائل إن مبعث ذلك التعسير ... هو أن هؤلاء المتفيقهين يؤمنون بقضية سد الذرائع التي تقول :
 إن درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة
ولعل كثير من الأفكار الإسلامية تتوخي الأحوط وسد الذرائع  لتتجنب المفاسد...
ولكن المبالغة في سد الذرائع يا ناس .... كالمبالغة في فتح الذرائع ، كلتاهما خطأ ....
لأننا إذا بالغنا في سد الذرائع فإننا نُضيع علي المسلمين مصالح كثيرة شرعها الله ....
والشريعة ما قامت إلا لتحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد  ....
فالمرأة في عهد النبوة كانت تذهب الي مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم لتصلي الصلوات الخمس ....
حتي العشاء والفجر.... في وقت لم يكن فيه لا إنارة ولا طرق معبده....
ومع ذلك كانت المرأة تذهب في بهيم الليل لتصلي العشاء وتذهب في عز الفجر لتصلي الصبح....
وكان الجميع رجالا ونساءاً يدخلون المسجد من باب واحد.... ويخرجون من باب واحد....
ويتوضأون  رجالا ونساءاً... في إناء واحد.... وفي وقت واحد.... وظلوا علي ذلك زمنا ....
حتي رأي النبي صلي الله عليه وسلم ان الباب يضيق علي كثرتهم فقال :
 لو خصصتم هذا الباب للنساء
قال ابن عمر فلم أدخل أو أخرج من هذا الباب بعد ذلك أبدا.... وصار اسمه باب النساء....
وظل الي يومنا هذا  اسمه باب النساء في المسجد النبوي القديم....
الحقيقة أننا نحتاج هذا الفكر وهذا الاقتداء بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال :
 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله
ولكن في عصر الخلفاء بدأ بعض النساء يضعن الحلي والطيب....
فأنكرت السيدة عائشة أم المؤمنين ذلك وقالت :
لو علم رسول الله ما أحدثن بعده  لمنعهن من الخروج
فهذه الكلمة للسيدة عائشة رضي الله عنها.... اتخذها بعض المتفيقهين تَكِئة ً ... لسد الباب علي النساء....
فحُرمت المرأة طوال العصور من المشاركة مع الرجال في العبادة  والتعليم .... وياللاسف
فلهذا كان النبي صلي الله عليه وسلم هو الميسّر الاعظم في الدين....
ثم كان الصحابة أكثر الناس تيسيرا بعد النبي صلي الله عليه وسلم...
وهم أكثر ممن جاء بعدهم تيسيرا.... ومن بعدهم أفضل ممن جاء بعدهم وهكذا....
 فكلما تقدم الزمن ازدادت الأثقال والاغلال....
فإذا جاء من التنويريين العقلاء من يعيد للدين اشراقه ويسره ....
اتهمه  المتفيقهون.... باذدراء الاديان والمروق من الاسلام.... بل وسجنوه...
هذا ما تيسر قوله.... وانا حزين...
فسلامٌ عليكم... وسلام ٌ لكم.... ودمتم سالمين
د. احمد زكي
المنصورة الجميلة .... مصر المحروسه....
الاربعاء 24 مايو  2017

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع