جلست أمامي إمرأه ودموعها تنهمر من عيناها بلا إنقطاع .. ترتجف.. تتعثر الكلمات في فمها وهي تحاول جاهدة إلا تظهر أمامي بهذا الكم من الحزن تروي أنها كانت ذات يوم في إحدى المستشفيات الحكومية ترافق ابنها الصغير لإجراء عملية جراحية له وفي نفس الغرفه ترقد سيده هي الأخرى ترافق ابنتها الصغيرة لإجراء نفس العملية الجراحية.
وذات يوم أرادت هذه السيدة الموجودة في نفس الغرفة أن تترك ابنتها لبعض الوقت مع والدتها في المستشفى ريثما تحضر بعض الإحتياجات من منزلها ولأنها خشيت إلا تحسن والدتها التصرف في أي أمر طلبت منها تسجيل رقم هاتفها في هاتف زوجها لأنها ليس عندها هاتف خاص بها ليتم التواصل عند الضرورة لذلك.
لغاية هنا الأمور عاديه تماما إلا عند زوجي أختلف الأمر فقد قامت الدنيا ولم تقعد فقد بلغ الشك لمنتهاه.. وبدأ زوجي يمطرني بالاستفسارات وظن أني على علاقة بزوج السيدة المجاورة لي وإلا لماذا وجد رقم هاتفه مسجل في هاتفي ولماذا وجد نفس الرجل يداعب أبني أكثر من مره أعماه الشك تماما عن حقيقة الأمر فضلا عن هذا الرجل لم يرزقه الله إلا بنات فقط وهو يسعد بمداعبه أي طفل.
وأشعل زوجي الفتيل ليوقد غيرته الحمقاء لدرجه أن هذه السيدة أحضرت زوجها لشرح تفاصيل الحقيقه ويؤكدان له أنهما لم يجدوا مني إلا كل تحفظ في أحترام في تعاملهما معي ولكن هيهات...
وتواصل المرأة حديثها:-
وفي أحد أيام عيد الأضحى المبارك عرض على زوجي الخروج للتنزه بعض الوقت ولأنني أشقى من شده غيره زوجي وتضيق الأمور لم تكن عندي أي رغبه في الخروج معه ولكن اضطررت لذلك أمام الإلحاح أولادي.
وهناك استأذنت زوجي أن اصطحب ابنتي للسير قليلا وأثناء ذلك وجدنا شابين قادمان في اتجاهناحفشعرت بالخوف منهما فعدنا من حيث آتينا.. ولكن زوجي - سامحه الله- ضغط على زر الغيره وبدأ في الإستفسارات المتلاحقة
_لماذا تركت المكان في هذا الوقت بالذات؟
_ولماذا عدت..؟
_وماذا قال لك هذان الشابان..؟
_و....
التزمت بالصمت وكتمت غيظي وأن كنت أشعر ببركان داخلي يكاد ينفجر فطلبت منه أن نعود للبيت وقبل أن يتفوه بكلمه كنت قد جمعت كافة الأغراض واتجهت نحو باب الخروج.
وأضافت المرأه وهي لازالت يملؤها حزنها وذات يوم كنت قد انفردت بكافة خدمه والده زوجي في مرضها الأخير فقمت ذات ليله من نومي لقضاء حاجتي وفوجئت بأن شقيق زوجي جالس في الصاله يتابع التلفاز فالقيت عليه التحية وبادرت بدخول الحمام ولما فرغت عدت مسرعة إلى فراشي ولكن زوجي في صباح اليوم التالي _كالمعتاد_وجدته يمطرني بسموم الغيره ما الذي ايقظك في هذه الساعة. وماذا قال لك أخي و..
قطعت حديثه وانفجرت بصوت عالي ولا أدري ماذا قلت له ولكني خرجت من بيت أمه على الفور.
فإذا كانت غيرته عن عاطفته لي فأنا أكثر افتقارا للإحساس بها.. وهل غيرته هي خشية أن يتهمه اي احد أو يمس رجولته بشئ أو أن غيرته تعني امتلاك الشئ وعدم الرغبه في التفريط فيه كالطفل الذي لا يريد أن يقترب من لعبته حتى لوكانت مكسوره لانفع منها
أم هي مرض وعدم ثقه لافي نفسه ولا فئ كزوجه له.
مع تحياتي عبدالفتاح حموده
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة