محبوبتي تبقى معي
في نفسِ ذاك المِخْدَعِ
**
فإذا رغبت بِرشْفَةٍ
أو لَثْمَةٍ لمْ تَمْنَعِ
**
ويروقني فوها الذي
منه ارتشفتُ فَلَمْ أَعِ
**
في ليلةِ الصَّيْفِ الَّذِي
ما نِمْتُ فيهِ بِمِهْجَعِي
**
قدْ زَارَنِي طيْفٌ لَهَا
وأتَى يُداعِبُ مَضْجَعِي
**
طَوَّقْتُــهَا بِجَــوَانِحِي
وَسَكَبْتُهَا مِنْ أَدْمُعِي
**
وأخَذْتُها في لَهْفَةٍ
وَهَمَسْتُ هَيَّا نَرْتَعِ
**
فَأَتَتْ تُعَانِقُ مُهْجَتِي
مَا كانَ مِنْ أحَدٍ مَعِي
**
هَيَّا اسْقِنِي يا مَالِكِي
أمْ أنَّكِ لَمْ تَسْمَعِي؟
**
إنِّي ظَمِئْتُ بِلَيْلَتِي
مَا لِي سِواكِ بِمُتْرِعِي
**
يا لَيْتَ قَلْبِي عِنْدَها
فِي نَفْسِ ذاكَ المَوْضِعِ
**
فَتَمَـــايَلَتْ وتَدَلَّلَتْ
في خَطْوَةِ الْمُتَدَلِّعِ
**
جَاءتْ تُقَرْقِرُ عَذْبَهَا
زَغْرودَةَ الْمُسْتَمْتِعِ
**
مَا كِدْتُ أَلْمِسُ خَصْرَهَا
حَتَّى انْثَنَتْ بِتَوَجُّعِ
**
قَدْ رَشَّحَتْ وتَنَضَّحَتْ
حَتَّى تَبَلَّلَ إصْبَعِي
**
أدْنَيْتُـــهَا وَرَغِبْتُــهَا
في لَهْفةِ الْمُتَسَرِّعِ
**
وَرَفَعْتُهَـــا مُتَعَطِّشًا
يا لَيْتَنِي لَمْ أرْفَعِ
**
فَلَقَدْ سَقَتْنِي رُضَابَهَا
وَسَقَتْ كذَلكَ أَضْلُعِي
**
هَلْ تَعْلمُونَ حبِيبَتِي؟
تِلْكَ التي كانتْ معي
**
هِيَ قُلَّتِي أوْ جَرَّتي
تَبْقَى جِوَارَ الْمِخْدَعِ
**
وإذا ظمئتُ بِليلةٍ
جَاءتْ تُعَانِقُ مهجعي
ولقدْ لَبِستُ حبيبتي
زَمَنًا مضَى لمْ يَرْجِعِ
**
حتّى أَتَتْ ثَلَّاجةٌ
وَأَزِيزُها في مَسْمَعِي
**
رُحْمَاكِ يا (قُلُّ) ارْحَمِي
إنَّ الجَفَا هُوَ مَفْزَعِي
**
خَاصَمْتُ فيكِ أحِبَّتِي
مِنْ مُقْبِلٍ ومُوَدِّعِ
**
إنْ كانَ حُبّكِ صادِقًا
عَوْدًا حَمِيدًا وارْجِعِي
****************
شعر / عماد محمود أبو النصر
١٥/ يونيو ٢٠٢١ م
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة