لو ثارَ عذْلي كما البُركانِ ما ضرَّني
ففي الهوى أرفُضُ العُذالَ والجَدلا
وليسَ لي كعزيزِ النفسِ من سبَبٍ
لِأَقْبَلَ العذْلَ والإذْلالَ والدجَلا
فَلْتعْلمي يا حبيبتي هواكِ هوى
عمْري وعنْهُ أنا لنْ أبتَغي حِوَلا
حتى إذا وضعوا الأفلاكَ في قبْضتي
ما كنتُ أرتَدُّ عن عشقي وإنْ ثَقُلا
هواكِ بيتي وداري مسكني وَطَني
ولا أريدُ سوى هواكِ لي نُزُلا
فلا تخافي مِنَ العُذالِ يا مُهجتي
فالقلبُ قدْ أغلقَ الأبوابَ والسُبُلا
لذا غرامي وإنْ كالزهرِ قد نبتا
فما ذوى كَزُهورِ البَرِّ أوْ ذَبُلا
أيا حاسدًا هوانا لم ترَ الحِقَبُ
ولا الزمانُ هوىً قدْ أخّرَ الأزلا
هوىً تسامى فلمْ أحفَلْ بذي حسَدٍ
بثَّ الوشاياتِ حولنا وما خجِلا
لكنّني وبلا ضعفٍ ولا وَهَنٍ
قاومْتُ فالعشْقُ لا يستخْلِصُ الوَجِلا
يا مهجةَ القلبِ إنّي لستُ مثلَهُمُ
ولستُ مثلَ الذينَ استنطقوا الطللا
فما شكوْتُ حبيبًا لم يعُدْ قائِما
ولا بكيْتُ متى عن ربْعِنا رَحَلا
حتى أنا ما اتَّخذْتُ عاذلي حُجَّةً
ولا اعْتبرْتُ مُليمي في الهوى مَثَلا
غرامُ قلبي غرامُ عاشقٍ وَلِهٍ
في عِشْقِهِ صامِدٌ لو واجَهَ الْجَبَلا
يا عاذِلي في الهوى قلبي هوى خُلُقًا
لا فتْنَةً جُسِّدَتْ في قدِّ مَنْ خَطِلا
في الحُبِّ قلبي أمينٌ صادقٌ مُخلصٌ
لا يعْرِفُ الغدرَ والأحقادَ والهَزَلَا
فكلُّ ما قُلْتُهُ في الحبِّ محتشَمٌ
حتى وَإنْ كانَ قولي كلُّهُ غَزلا
إنّ الجمالَ جمالُ الروحِ والقِيَمِ
لا حُسْنَ في فتنَةٍ إنْ قلْبُها خَبِلا
لا خيْرَ فيمَنْ مِنَ الأخلاقِ قدْ نَضَبا
وما تربّى عليْها أوْ بِها جُبِلا
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة