دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

فاطمة امزيل سفيرة المحبة تكتب / الذكرى 22 لوفاة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه مقال


قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏

يعتبر يوم 23 يوليوز بالنسبة لكل المغاربة يوما حزينا .. يوما ودعوا فيه قائدا كبيرا .. وعاهلا عظيما عاشوا تحت ظله 38 عاما أسس فيها المغرب الجديد .. أذ قام بمجهودات جبارة جعلت من بلده وشعبه منارة بين الدول والأمم .. موظفا حنكته وحسن تبصره وبعد نظر .. فكان بانيا ومشيدا ومدافعا قويا عن العدل والسلام .. مما جعل صيته يمتد عبر انحاء العالم مثبتا صموده وإصراره على تجاوز أعقد الأزمات في أصعب الظروف التي عرفها العالم في القرن الماضي .. فأثر بشخصيته القوية وبعد نظره في كل تلك الأحداث العالمية الكبرى التي شهدها عهده المتميز ..

وكانت مراسم تشييع جنازته مهيبة وغير مسبوقة لتترجم ذلك الرابط وتلك العروة الوثقى التي كانت وطيدة بين الشعب المغربي والملك الراحل المغفور له الحسن الثاني .. حيث خرج الملايين من المغاربة إلى شوارع العاصمة التي استقبلت حشودا من المدن الأخرى .. أغلبهم قصد الرباط راجلا لوداع العاهل الراحل .. ولتأكيد وفائهم الدائم لذكراه .. وتجديد عهدهم على مواصلة المسيرة جنبا إلى جنب مع وارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ..
وقد تمكن المغرب بفضل السياسة الحكيمة التي كان ينهجها جلالة المغفور له الحسن الثاني .. من تحقيق الوحدة الترابية بإبداع المسيرة الخضراء التي شارك فيها كل الدول الشقيقة والصديقة .. علاوة على تثبيت ركائز دولة المؤسسات والحق والقانون .. مما خول للمملكة احتلال مكانة متميزة على الساحة الدولية والمساهمة بامتياز في إرساء السلم والأمن في مختلف بقاع العالم .. لاسيما وأن المغفور له الحسن الثاني كان مستشارا دوليا في العالم السياسي والدبلوماسي .. وكان مدرسة يتعلم منه الساسة والقادة والحكام ..
ومن خلال ما حققه للمغرب من تنمية اقتصادية واجتماعية عكستها الإصلاحات العميقة التي باشرها والأوراش الكبرى التي أطلقها .. أصبح المغرب مضرب المثل كبلد عصري وصاعد استطاع أن يوفق بين الأصالة والمعاصرة بكل الأوجه الراقية ..
هكذا قام جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بإرساء المؤسسات الديمقراطية وتعزيز الحريات العامة وترسيخ حقوق الإنسان وتشجيع الإبداع على المستويات الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية .. وبكل ما بذله من جهد جهيد ونضال وكفاح .. قفز بالمملكة قفزة نوعية على درب الديمقراطية والتنمية الاقتصادية بوأتها مكانة متميزة في محيطها الجغرافي وعلى المستويين الإقليمي والعالمي ..
وإلى جانب ذلك كان بكل المقومات والصفات .. رمزا دينيا .. وقائدا روحيا .. وأميرا للمؤمنين يزكيه نسبه العلوي الشريف .. وسعة اطلاعه على أصول الدين الإسلامي ومصادره وعلومه .. وكان له الفضل في إحياء مجموعة من السنن الحميدة التي دأب عليها المسلمون أهمها مجالس العلماء والفقهاء والدروس الحسنية التي كانت ولا تزال تستقطب أعلام الفكر الإسلامي من كل حدب وصوب .. والتي أتاحت فرصة للحوار بين المذاهب الإسلامية .. كما دعم بناء المساجد في كل أنحاء العالم وخاصة في إفريقيا .. وشيد مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي هو أعظم معلمة تاريخية دينية عرفها العصر بكل المقومات المعمارة ..
وقد عرف عن الملك الراحل أنه مدافع مستميت عن الحوار كسبيل ناجع لفض النزاعات وتحقيق السلم والأمن .. وكانت القضية الفلسطينية من أولوياته .. فكان من الزعماء القلائل الذين تمكنوا من لعب دور هام في دعم هذه القضية وإنعاش فرص السلام في الشرق الأوسط .. فضلا عن التقريب بين الشعوب والحضارات والديانات .. وسهره على عقد القمة العربية بالرباط في 1974 والتي اعترفت لأول مرة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني .. وأقام الاتحاد المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه من أجل تمتين أواصر الأخوة والعلاقات بين دول المغرب العربي .. والمساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية ..
ونحن نخلد اليوم الذكرى الثانية والعشرين لوفاة هذا الملك العظيم .. لنشعر بالفخر والاعتزاز .. ونحن نشاهد ونتابع عن كتب .. جهود وارث سره جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .. وهو يواصل النضال ويبدع المسيرات التنموية في عمل دؤوب .. من أجل وضع المغرب على الطريق القوي السليم ويوسع الآفاق .. ويشجع الإبداع والابتكار في كل الميادين والمجالات تماشيا مع ما يتطلبه القرن الواحد والعشرين من عصرنة وتحديث .. تشهد بذلك الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالته في ظرف وجيز .. في كل أنحاء البلاد .. وتحفيز سبل التنمية المستدامة .. مع التركيز على الفئات التي تعاني من الهشاشة والفقر والحرمان ..
رحم الله المغفور له الحسن الثاني بواسع رحمته ومغفرته .. وأطال عمر ملكنا الهمام محمد السادس .. ملك الملوك .. وحفظه في نفسه وولي عهده وسائر الأمراء والأميرات الشرفاء الكرام الأبرار ..
عاش الملك
شعارنا الدائم الله الوطن الملك

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع