كلي سعادة وفرح وسرور وأنا في أرجاء حديقة العاشقين الساحرة، حديقة فيها كل ما يسر الناضرين، من الجمال والسحر والإبداع والإمتاع، حديقة فيها ما لذا وطاب، حديقة وكأنها جنة موعودة، لا يدخلها إلا المبشرين بها، فيها الربيع وأزهاره، وفيها العود وأوتاره، وفيها الفراشات الزاهية الألوان، والرائعة الأشكال، والمتناسقة الحركات، والأطيار المحلقة في السماء، مبدعة في تحلقها، راسمة أجمل الأشكال، وبكل أناقة ووسامة ورشاقة، وتناسق في الحركات، وبزقزقتها المغردة والمعهودة، تطرب الآذان وتنعش الفؤاد، بأجمل الألحان، والورود حدث ولا حرج، عطرها يسبق منظرها، من بعيد ترسل النشوة والأحاسيس بخضرتها وألوانها الزاهية، والمسك فاح مع الياسمين، ينثر عطره الرائع يستقبل به الأحبة من بعيد، وفي خضم النشوة والسعادة والفرح لفرح لم يكتمل، صوت أبي الخشن، بصراخه المفزع، المرعب، أيقضني من حلم حديقتي الساحرة، الذي لم يكتمل المنال، وهو يحدث نفسه لا ماء ولا كهرباء، لا سكن يليق، ولا حياة كريمة، ولا صحة ولا أفاق مفتوحة، ولا أحلام ولا مستقبل، موتنا أحسن من معيشة كلها ذل وهوان وحرمان، وما إدراك ما الحرمان، تعددت أنواعه وأشكاله وأذاه واحد..فنهضت مذعورا ألملم جراح السنين، وحرمان العمر، لا زواج ولا عمل، ولا سكن ولا حياة تليق، ولا حب يشفي الجراح وكأن هذه المعاناة، معاناة الحرمان تأبى أن تذهب، ولكن بالمقابل ذهبت أحلامي الساحرة معها ولن تعود أبدا.
بقلم المستشار عمار مرزوقي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة