ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبِي مَن مِثــلهِ في خَاطِـري مُخَلَّـدِ
و مَــن سِـــوَاه بعـــدَ الإلاهِ يُحمَــدِ
يا أوَّلُ إلهامٍ بَثَّــت بِرُوحِـي نُـورها
و أوَّلُ إبهامٍ أمِنَت لها قَبضَة يَـدِي
و يَا خَاطِــرا أوصَــى الإلاهُ بِبــرِّها
كُل الحَيـاةِ! و بَعــدَ الممَاتِ تُهجَّـدِ
مَن حَفَّ في طُولِ البلادِ و عَرضِها
كَي يُطعِمَ المَهْــدُ الرَّضِيعِ و يُسْعدِ
ومَن في الليالِ الهَائِجَاتِ يَروضُها
كَي يَأمَنَ الطِفـلُ الصَّغيــرُ بِمَرقــدِ
و عَيــنٌ تَنَامُ و عَيــنٌ تُفَتِّـحُ جَفنَها
كَي يَحرُسَ المُهرَ اليَفُوعُ و يُنجِــدِ
أفنَى السُنون في صُحبَـةٍ يَسُوسُها
كَي يَرقُبَ الفَرسَ الجَسورُ ويُرشِدِ
و مَضَى مِثالا في العَفَافِ و التُّقَى
نَتبَع خُطاهُ في الفَضِيلَةِ و نَقتَــدِي
كَم مِن ضَرُوسٍ بالخَــوَالِي يَصُولها
لَيـــثٌ يَــذوُد! عـن وَكْـــرِهِ و يَفتَــدِ
يُخفِي الهُمومَ عَنَّنا في بِسمَـةٍ يَبُثّها
يُسبِـــغ عَطَاهُ بِالعَطاءِ كَانَّمَا لا تَنفَدِ
ـ ◇◇ ـ
لَم نَلتَفِت إلاَ وأمِّي مَاطَرَت دُموعَها
قَـد أدرَكَتـــهُ سَـاعـةً أتَت بالمَوعِــدِ
حَانَ الفِراقُ! شَيخَ النُّسورِ و تَاجَها
و لِسيفهِ الجَسَّار بَعـدَ العَناءِ يُغمَـدِ
أغَمَض عُيـونهُ! بَعـــد ما تَمَّ الوَفَاء
لِسِيرةٍ لَن تَموتُ في القُلوبِ تُمَجَّـدِ
مَا زِلـتُ أذكــرُ يَــومَ كَبَّـــرَ للصَـلاةِ
عَلى الحَبِيـبِ! فِي أُفُــولِ المَشٌهَـدِ
وَدَدتُ لو سَمَحَت مَقَادِيــرُ القَضَاء
تُعِيدُ مَاضِيهِ لنا نُوفي بِحَقٍ سَرمَدِ
و يَعتَلِي ظَهرِي! كَما بالمَهْـدِ قَـد أنا
حُمِلتُ عَلى ظَهرِ الحَبِيبِ في تَوَدُّدِ
ـ ◇◇ ـ
و البِـرُّ تُفسدِهُ المَنُــونُ فِي جُزولِها
لا يُجزَلُ إلا عَن طِيبِ خَاطِر يشهَدِ
لاتحسَبنّ البِرُّ جَزلٌ بالسِّنينِ تَكُدُّها
ما البِـرُّ إلا! بِقَدرِ مَا لِلوَالِدَينِ تَرفـدِ
وَيلٌ لِمَــن؟ يَلفَـىَ أباهُ في الحَيــاةِ
جَاحِدا بفَضــلهِ! و بـبِـرِّهِ لَم يَجهَـدِ
وَ اشَدَّ الجحُودِ مَن يَقولُ أنا اللَذِي
حَمَلتهُ! والفَضلُ إلا أُتِتهُ لَا مِن أبي
يَأبَىَ الإلاهُ رِضِـاً وفي سَابِــع سَمَاه
إلا إذا تَمَّ الرِّضِا مِـن وَالِـدٍ عن وَلَـدِ
أبي يُجزِيكَ ربِّي بِعَدِّ مَاجَزىَ الوَرَى
و يُنجيكَ في يَــومٍ عَظيـمِ المَشهَدِ
وادعُوا مَعي بِعَــدِّ قَطـرَات السَّمَاء
يُرزَق أبِي بجَنَّةٍ! و يُحشَرُ مَع النَّبِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / د. جميل الصويلح
صنعاء في : 2021/7/4 م
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة