تقديم...
الاغتصاب هو:-
ارتكاب فعل بالقوة الجسدية- الإكراه- او سوء استخدام سلطة تجاه شخص غير قادر على إبداء موافقة صحيحة، مثل شخص فاقد للوعي، عاجز، لديه إعاقة فكرية أو تحت السن القانوني لإبداء الموافقة.
و هذا ينسحب على استعمال الافكار للسيطرة على الاخرين، و التلاعب بمجريات التفكير و السيطرة على خريطة حياة مجتمع معين او عدة مجتمعات، من اجل تحقيق مصالح و تنفيذ مآرب خاصة.. بالقوة!
النتيجة لهذا الاعتداء او الاغتصاب كارثية على من وقع عليه الحيف و الأذى، فربما يكون الوليد مشوه!
(و اعني هنا الافكار تحديدا) لا ينفع في شيء الا مزيد من تشوهات في النسيج الاجتماعي، بل تخريب العلاقات وتسميمها بين افراد المجتمع.
الومضة موضوع النقد...
إعلامٌ
أُغْتِصِبتِ العقُولُ؛ تَشوَّهتِ الأفكارُ.
الكاتب:- رائد طيّاح/فلسطين
القراءة:- صاحب ساجت/العراق
تكونت الومضة، من أجزاء رئيسة لا يمكن الاستغناء عن أحدها.
اولا:- العنوان (إعلام)
الإعلام وسيلة أو قناة أو منظمة عامة أو خاصة، تتولى نشر المعلومات، فضلا عن مهام أخرى كالترفيه و التسلية كما حصل بعد ثورة التلفزيون و التواصل الاجتماعي و انتشارها الواسع و السريع.
لمَّحَ هذا العنوان بامر ما، لكنه لم يصرح بشيء، دوره انحصر في التأهيل للمفارقة، التي نجدها في جملة النتيجة (تشوهت الافكار)
و لا علاقة له بجملة السبب الاستهلالية (اغتصبت العقول).
اذن.. نحن امام خبر او معلومة اراد الوامض ان يخبرنا بها.. ما هي؟
ثانيا:- جملة السبب
(اغتصبت العقول)
جملة تقريرية اخبرتنا بان العقول وقعت تحت ضغط و قوة جائرة، لم تدعها تسير على وفق تفكيرها الصحيح. ابتدات بفعلٍ ماضٍ (مبني للمجهول) و انتهت بفاصلة منقوطة(؛) تدل على أن الجملة التالية هي نتيجة لها.
ثالثا:- جملة النتيجة...
( تشوهت الافكار)
هنا الدهشة واضحة، حيث النتيجة لذلك الاغتصاب. فقد انتج العقل الذي تعرض للاكراه.. افكارا مشوهة لا تمت للتفكير المنطقي بصلة، و هي صادمة لا تتوافق مع تركيبة العقل، و ما تدور فيه من عمليات معقدة و منتظمة لا يمكن ان تجافي الحقيقة، او تأخذ منحى غير مألوف، الا تحت تأثير معين.. كما هو في الحالات الطبيعية.
اخيرا...
الومضة جاءت في تكثيف شديد -بخمس مفردات مع العنوان- ذات حبكة متناهية الدقة، تهدف إلى الوصول إلى اقصى حد من الٕاخبار و الإعلام.. بان ما يحصل للعقول من تسميم و اغتصاب عملياتها الفكرية، ينتج منه ما لا يحمد عقباه، له أثر سلبي على لحمة النسيج المجتمعي.
مبارك لكاتب هذه الومضة، و لما طرحه في اقل كلمات برقت في سماء الابداع، و ادهشت المتلقي بما تؤول اليه عمليات خبيثة لجهات تحمل معول التهديم للمجتمع.
مع اطيب التحيات
(صاحب ساجت/العراق)
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة