بيدي قلمٌ كالسيفِ بهِ
أغزو آلافَ الفًرسانِ
ومدادُ الأحرُفِ من نهرٍ
يتدفَّقُ بينَ الشَّطآن
للحقِّ دُرُوعٌ أتلوها
دَوماً في قلبِ الميدانِ
سهلُ الكلماتِ بلا خلْطٍ
فأنا والصعبُ عَدُوَّانِ
أنأَى عن كلِّ طلاسمَ لا
أتذوَّقُ شعرَ الكُهَّانِ
وأنا إذ أغدُو في ثقةٍ
لا أخشَى كيدَ الشيطانِ
لا أخشى من حسدٍ دوماً
أتعوَّذُ باسمِ الرحمنِ
حتى الحُسَّادُ فقد عَجِبوا
ما حاق أذىً في بُنياني
حيثُ الأعداءُ قد اجتمعوا
فأنا ربي إذ يرعاني
قد عابوا صدقَ أحاديثي
هَزْلٌ أو جِدٌّ سيَّانِ
ظلماءُ الفتنةِ إذ تدنو
فالصِّدقُ سراجُ الإيمانِ
قد ظنُّوا صمتي من جهلٍ
أو من عجزٍ عن تِبْيانِ
كلَّا بل صمتي يُؤْنِسُنِي
فالصمتُ حديثُ الوجدانِ
دقاتُ القلبِ لها نغمٌ
يترَنَّمُ أشجَى الألحانِ
وحديثُ النفسِ إشاراتٌ
فيها من كلِّ استبيانِ
قد قالوا عنِّي لا يشكو
وجعاً حجرٌ كالصَّوَّانِ
إنِّي أتوجَّعُ لكنِّي
لا أشكو مثلَ الصبيانِ
لا أبكي من وجعٍ أبداً
لكنَّ دموعي سُلوانِي
قطراتُ دموعي تغسلُني
وتزيلُ ترابَ الأحزانِ
فأنا لي قلبٌ مشغولٌ
بدعاءِ الَّلهِ المنّانِ
قلبٌ موصولٌ بحبالِ يقينٍ
بلغت عتباتِ الغفرانِ
ليت الحسادَ لنا طَعِموا
لو يوماً مِلحَ الإحسانِ
ليت الحسادَ بأن ينسَوا
لو معشاراً من أضغانِ
ذاك الحسدُ الأعمى فخٌّ
قد أوقعهم في الكفرانِ
قلمي يَقِظٌ وحروفي إذ
تتأهَّبُ نعم الجيشانِ
إبراهيم بديوي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة