تجرعت الأرض دماء الحرب، فتوشحت الزرقة القاتمة لبرتقالة فاسدة، انتهك العفن عفتها حتى خارت قواها، و فاحت رائحة الموت من أحشائها... و المياه الجوفية آسنة، لا تغسل الكره الأحوى، عم حتى أفقد الشمس بريق بكارتها، ما عادت تستهوي فنانا كف عن رؤية الجمال من النحيب...
الناس صرعى من هول العذاب، ينتضرون نهاية مسرحية الدمار، بليل عنقه ضيق، و الأنفاس في تراقي، و أنا لها من المنفذ؟
بلغت القلوب الحناجر، و ما عاد في الكون غير صوت الخناجر، و عواء الذئاب يملؤ السماء، لينزل على العقول ظلة قنوط، يحني الأيادي و يكسر الأبصار، في تأبين البصيرة...
و على غفلة من زمن القتل، و القلوب ثكلى، إنبجس النور من أعماق الخراب، و تسلل الفضول، يجر الأعين الوارفة إلى بلد النهار، ولجته الألوان الزاهية... كانا هناك يرتشفان الحب، على أعتاب الجبل المرهق، فزغردت من تحت أرجلهم الحياة، لترتجف الأرض، فينبت برعم العمار، سقته صبابة علت العماء، كي تبتر الداء، من أعماق الإنسانية، بمهند الفطرة، تجمع الشعوب، فجاجا من كل الدروب...
فاطمة الزهراء بوكتاب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة