سألتُ نفسي عن معنى الموت وحقيقته فلم تجبني ، كأنها كانت خائفةً أو مترددةوتركتني أفكر حتى ضقت ذرعاً دون أن أصل إلى نتيجةٍ ترضيني
فخرجتُ هائماً على وجهي أبغي سؤال غيري من البشر عن حقيقةٍ بعرفها الجميع مع أنهم يختلفون فيها
- وجدت طفلاً يتيماً بائساً فسألته عن الموت فقال لي :
إنه اللص الذي سرق مني أمي فصرت وحيداً في الحياة أعاني مرارة اليتم
- ورأيتُ رجلاً فقد ابنه فسألته عن الموت فأجابني:
إنه المجرم الذي خطف مني ابني في غفلةٍ وحرمني منه
- وقادتني قدماي إلى رجلٍ مغرقٍ في الماديَّة لدرجة الإلحاد فأخبرني باختصار أن الموت نهاية كل شيء
- وصادفتُ رجلاً سقيماً عليلاً يعاني من مرضٍ عضال وهو لايستطيع تحمُّل الألم فقال عن الموت أنه المنقذ والمخلِّص وأنه الأمل الموعود وأنه لو كان يباع بالذهب لاشتراه
٠ قلتُ في نفسي دعكَ من عامة البشر واسأل خاصتهم لعلك تجد جواباً مقنعاً
فمضيتُ إلى طبيبٍ وسألته فأجاب دون تردد أو تفكير:
الموت هو توقف القلب عن العمل مما يوقف ضخ الدم إلى الأجهزة فتتوقف عن العمل ويحدث الموت
- ولجأتُ إلى عالمٍ لأجد لد يه جواباً فقال:
الموت يا بني هو انتقالٌ من حياتنا على الأرض إلى حياة البرزخ تمهيداً للحياة الآخرة بعد يوم القيامة
- ودلُّوني على رجلٍ صوفي فسألته فأجاب:
الموت هو تحرُّر الروح من قيدها ( الجسد) وانعتاقها وخروجها إلى عالم الملكوت وعودتها إلى حضنها السماوي
٠ احترتُ في أمري فالموت لصُّ ومجرمٌ ومنقذٌ وتوقفٌ وانتقال ونهاية وانعتاق
كلٌّ يراه حسب تأثيراته وفهمه وادراكه وعقيدته
٠ قلتُ وأنا الإنسان المسلم لماذا لا أبحث عن الموت في مصادر التشريع
فسألتُ رسول الله صلى الله عله وسلم عن الموت فأجايني حديثه الشريف بأن الموت هو صحوةٌ بعد نومٍ طويل
( الناس نيام حتى إذا ماتوا انتبهوا)
وسألتُ الله عن الموت فوجدت الجواب في القرآن بأن الموت من خلق الله كما الحياة لابتلاء الناس
( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)
عدت إلى نفسي وقد اختزن تفكيري كل المعاني فوجدت منها ما يدل على الحقيقة فاعتنقته ومنها ما يخالفها فنبذته
ويبقى الموت هادم اللذات وقاهر العباد
اللهم أحينا مادامت الحياة خيرٌ لنا وتوفنا إذا كان في الوفاة راحة لنا
المهندس : سامر الشيخ طه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة