دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

رشاد على محمود (الطرشاء العمياء)

دلف الطبيب، إلى قاعة المحاضرات، وبعد أن حيا طلابه، أخبرهم، بأنه سيقتطع جزءًا، من المحاضرة، للتحدث عن قيمة وعظمة الوفاء؛ ومدى أهميته في حياتنا، وعن مدى قبح وفداحة الخيانة، وللتدليل على ذلك لم يجد أصدق، من أن يحكي لهم قصة، إحتوت على النقيضين معاً؛

بل وأن أكثر من نصف الأحداث من مداد وأوراق صاحبتها، والبقية كانت مسجلة على شرائط كاسيت، وذلك لظروف إصابة صاحبتها بفقدان البصر، والتي كانت تقضي جُل وقتها في العبادة، وكتابة أحداث حياتها، وخواطرها اليومية، ثم إتجهت بعد ذلك لتسجيلها، وكل ما فعله، انه اختصر أحداثها٠
بعد زواجها بعدة سنوات، وكانت تعيش حياة هانئة، مع زوجها، في إحدى المدن الساحلية، إنتبهت ان زَوجها دائمًا شارد الذهن، حزين، فحدثت نفسها، بأنه وجب عليها بأن تضحيَ، وتعرض عليه الزواج بأخرى، وستظل هي في حياته، بعد أن ثبت لها بما لا يدع "مجالا للشك بأنها لن تنجب" ٠
إذا تراءى له ذلك ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، وكان الرفض يتركرر، كلما تكرر العرض ٠
مر على زواجهما ما يقرب من العقدين من الزمن، وعندما قررت المؤسسة التي يعمل بها زوجها، انها ستفتتح فرعا في إحدى المحافظات النائية، والتي كان هو من بين من سيشملهم الإنتقال، فذهب لإعداد سكن مناسب؛ ثم العودة لإصطحابها، فقضت عدة ايام وحيدة حزينة، حتى إصيبت بفقدان السمع، (الطرش)، ولم تدرِ لذلك سببا ولم تهتم، وهناك كانا قد تعرفا على إحدى الأسر البسيطة، وكانت لديهم إبنة، ففكرت، انه نظرا لما جد من ظروف مرضها (الطرش)، والظروف المعيشية، لهذه الاسرة كلاهما لن يتردد في أمر الزواج ، وقد كان وتم إتمام الزواج، وأنجبت الزوجة، من زوجها ولدين، كان الأصغر هو الأقرب إلى قلبها، قبل أن يستجيب لضغوط أمه عليه، وقبل ان تتغير معاملتها لها؛ بعد الإنجاب٠
تذكرت هي كل ذلك، حينما شعرت بحرارة الغرفة، وانتبهت لإنها تأخرت في نومها، بعد جلبة الأمس، والتي لم تكن تدري لها سبباً٠
فعادت بذاكرتها، إلى الماضي قليلا، لمنذ عدة سنوات مضت، عندما حزنت لحالها، وظلت تبكي بكاءًا مريرًا، وحيدة، وهي تسمع دعابات زوجها، مع زوجته، وإبنيه، دون أن يكلف خاطره، حتى ولو لإلقاء نظرة للإطمئنان عليها، حينها ظلت تبكي طوال ليلتها، ثم نامت ولم تصحو إلا على بصرٍ مفقود، ونظراً لإلتزمات زوجها، نحو أسرته، لم تكلفه ما لايطيق، وارتضت بقضاء الله وقدره٠
هتفت لإبن زوجها الأصغر لكي يناولها بعض اللقيمات لتسد رمقها، فلم يستجب لنداءها احد، وبعدها تأكد لها بأنه لا يوجد أحد في "الشقة" سواها، فيبدو انهم قد غادورا ٠
فقد كان الزوج قد إتصل بزوجته، وأخبرها بانهم سيقضيان إجازة لمدة أسبوع، وهذه منحة من المؤسسة، لبعض الموظفين، وانه سيسبقهم إلى المدينة؛ لإعداد سكن مناسب، وعليهم ان يأتوا بزوجته الأولى معهم ٠
وعندما هم بالسؤال أين زوجته؟ أخبرته الزوجة الثانية، بأنها رفضت المجيء، وأنها هيئت لها أمورها، فلا يقلق وكانت تكذب ٠
ظلت السيدة تتحسس الحوائط لكي تصل إلى بعض لقيمات تقتاتها فلم تجد، حينها لم تجد بدا من الوصول إلى الباب؛ وإن تستنجد بأحد الجيران، وعندما وصلت إلى كالون الباب؛ وبعد أن بذلت جهدا فوق العادة، وصلت إلى كالون الباب، والذي كان مغلقًا بالمفتاح، وأصبح هذا الأمر غير مهم بالنسبة لها؛ لأن الروح وصلت إلى حلقومها، وسقطت على الأرض، بعد أن صعدت الروح إلى بارئها ٠
وحين انتهى الدكتور من سرد القصة وجد احد الطلاب يسأله وهل لك علاقة بصاحبة القصة يا دكتور؟
فصمت الطبيب، ولم يجب؛ وأجابت بدلًا عنه دمعتان، قد سقطتا علي وجنتيه،
فلم يكن الطبيب إلى إبن زوجها الأصغر ٠ ٠ ٠
قصة قصيرة
قد تكون صورة لـ ‏نص مفاده '‏الطر الطرشاء ء العمياء قصة قصيرة‏'‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع