ليس عتاب إنما لقاء بين قطرة ماء وبذرة دوّار شمس.
(بقلم الدكتور رشيد عبّاس)
____________________________________________
قطرة الماء:
أسقطُ من علوٍ شاهق، أسقطُ من بين السحاب، أسقطُ بسرعة عالية دون برشوت ودون حزام أمان، لم أخضع يوماً لدورة سقوط حر أو دورة مظلات، صحيح أنني أسقطُ عارٍ دون ملابس إلا أن سرعة نزولي تُخفي شيء من ملامحي حتى أصل سطح الأرض وأختبأُ في أعماق الأرض، نعم أنا الحياة ولا حياة دوني، وأينما أقعُ انفع، وصوتي مرايا في عروق الأرض الحية، أنا أتغيرُ كما انتم تتغيروا، أنا من يعطيكم الظل والجمال، أنا قادمٌ من ضوء البرق وصوت الرعد، لا أخشى اتساخ الطين والوحل..أنا من يجعل البذرة تستحم برائحة الأرض، وتغير ملابسها الخريفية.
بذرة دوّار الشمس:
أنتظر قلقة قطرة الماء وقت طويل داخل الأرض، وحين تأتيني توقظني من جديد وأفيقُ مبتسماً من غفوتي، وأنهض رافعاً رأسي فوق سطح الأرض وأمدُ أجنحتي المتعبة في جميع الجهات، واطرحُ قرصاُ يشبه وجهي ليتسعَ يوماً بعد يوم، اراقبُ فيه أشعة الشمس واتابع سيرها وقت النهار، واحملُ في قرصي مئات الحبات السوداء الموشحة باللون الأبيض، تحرسها دائرة أوراق صفراء اللون معطّرة زكية، تبعثُ الدفء والولاء والانتماء لها.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة