هاج الحنين على الفؤاد المُجبر
بتحمّل الهجر البغيض لأشهر
ألهيت فكري في الطبيعة هاربا
من ذكريات لم تزل في مضمري
شيّعت عيني للسّماء لأجتني
بعض الحبور من الوجود المبهر
قد كان ليلا ساجيا إذ أشرقت
فتوجّهت أنظارنا للمصدر
وكأنّ من كانوا معي قد شاهدوا
أوهام شوق لعلعت في خاطري
فتراقصت أطيافها في بهجة
إذ اخفتت بالكيف نور المشتري
غار الظلام كحاسد من شعرها
وسواد لحظ لامع في المحجر
أما الخدود مع الجبين وجيدها
جمّار نخل فوق صدر مرمر
والراعف المصقول يرنو شامخا
يعلو شفاها كالنبيذ الأحمر
طلّت بحسن ما وصلت لوصفه
بالكاد أجزى البعض منه البحتري
خلت المجرّة أنجبتها كوكبا
تتصدّر الآفاق بين الأقمر
غابت فعدت لكي أواجه واقعي
وأحسّ أنّي قد نسيت مسامري
فألوذ بالأحبار أكتب رؤيتي
لتصير أشعارا تنام بدفتري
شبّهت من سكن الغرام فؤاده
مثل الفراش يحوم حول المجمر
يزهو بنور النار مبهورا بها
ومسلّما لوقوعه في الأخطر
بقلمي الشاعر خالد الساسي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة