دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

تيسير مغاصبه (المتقاعد الشاب ) "الفصل الثاني" -الكائن- "ورحلة مابعد التقاعد" ،،قصص،، -٩-

،،نار وظلام،،

،،صوت الرصاص،،
سيارة كبيرة بصندوق كبير جدا تسمى ( قلاب )
(بشد اللام) ..وقف أمام الورشة التي يحرسها أبي
قبل أن يفرغ القلاب حمولته من الحجارة (الدبش)
سمعنا صوت القصف يعلو كالعادة ..شعرت بالفزع..
إقتربت من احد الرجال مذعورا ..
إبتسم لصاحبه إبتسامة فرح وقال :
-هذا حرب ؟
لم أكن أعلم لماذا هو سعيد ..
ومن هو ...
فيما بعد علمت .
،،سماء مضيئة ،،
كالعادة ومع حلول المساء يضيء الرصاص سماء
العاصمة ،فأسترق النظر لأرى اللمعان ..ضوء
يذهب ..ضوء يعود ..أضواء تحلق فوق المباني
ويعلو صوت الرصاص،
تنهرني أمي :
"إجلس ياولد يامقصوف الرقبه"
،،أشباح،،
كانت الشمس قد شارفت على المغيب ..وقفت على مدخل الخيمة كعادتي في كل مساء ..
انظر إلى الأفق البعيد..كان الشارع يمتد ويمتد
حتى يختفي بين التلال ،
تضيئه أعمدة النور ..تظهر فجأة في أول الشارع
مجموعة أشباح لشباب يضعون الحطات السوداء
على أكتافهم،
أخذوا يرمون عمود النور بالحجارة حتى حطموا
الفانوس ..ثم إنتقلوا إلى العمود الثاني والثالث ..
من عمود إلى عمود وهكذا حتى حولوا الشارع
إلى ظلام دامس،
وإرتفع صوت الكلاب الضالة المذعورة فيه طوال الليل ممزوجا مع صوت إطلاق الرصاص .
،،قصف ،،
هذا الوضع جعل الأسرة تنتقل بنا من الخيمة إلى
طابق التسوية في الورشة لتقينا من الرصاص ،
في المساء ما تكاد أمي أن تنهي جملتها المتفائلة:
"الحمد لله اليوم لا يوجد إطلاق نار؟"
حتى يبدأ إطلاق النار بالفعل فتقول غاضبة:
"والله سخطه "
،،،الأيام الخوالي ،،،
هذه المرة بكائي المتواصل قد شفع لي عند خالي
وعمي ليأخذوني معهم إلى الورشة البعيدة ،لم
يكن لديهم عمل في ذلك اليوم سوى سقي جدران
الورشة وتشريبها بالماء وتعبئة براميل الماء وتفقد
مستلزمات الورشة وشرب الشاي ومن ثم العودة.
* * * * * * * * * * *
في الورشة كنت اتسلق الأخشاب والسقالات..
اتعلق بها واتأرجح بينما يراقبني خالي ومن حين
إلى أخر يقول لي :
"إنتبه ياولد بلاش تتعور؟"
* * * * * * * * * * * *
مر بنا جنديان أشارا لخالي بأن يقترب منهما قائلا:
-تعال يا..............؟
-حاضر سيدي.
-ماذا تفعل هنا ؟
-كما ترى سيدي ،انا أعمل هنا .
-تعمل ...أم.......؟
-...................... .
هنا ضربه بكوع البندقية على رأسه ضربة اسقطته أرضا ..نهض ثانية ..قام الجندي بتفتيش جيوبه..
أخرج محفظته ..أخذ مافيها من نقود ثم رماها
على الأرض، في تلك اللحظة أطل علينا عمي من
خلف الحائط وقال :
-ماذا يجري؟
قال الجندي:
-هذاك واحد ثاني تعال ياإبن .............؟
ناداه زميله الثاني :
-تعال هنا ياحمار ..تعال ؟
قال :
-حاضر سيدي.
إقترب ..اراد الجندي أن يصفعه لكن عمي حمى
وجهه بواسطة كفيه..فأمره أن ينزل يديه ..عندما
أنزلها أخذ يكيل له الصفعات ..ثم قام زميله الثاني
بتفتيش جيوبه ..عندما لم يجد معه شيئا أخذ
ساعته ووضعها في جيبه ،
ثم إستدارا وغادرا ..وقد رأيتهما ينظران إلى بعضهما ويبتسمان بنشوة إثناء مغادرتهما ،
بعدها قررا خالي وعمي العودة إلى القرية في
الجنوب .
،،،مشاهد راسخة،،،
في كل مرة يزورنا فيها ضيف من القرية البعيدة
يكون معه أحيانا إبنه أو إبنته ،تطلب أمي من أخي
الأكبر أن يأخذها معنا أنا وهو والأخ الذي بكبرني
ليريها عمان الجميلة ..وهي حريصة على أن أكون
انا معهم لسببين ،السبب الأول أن أكسب الفسحة..
والسبب الثاني كي لايخلو أخي الأكبر بالفتاة.
* * * * * * * * * * * *
كان أخي الأكبر هو المهيمن دائما أما أخي الأخر
الذي يكبرني فكان تابعه..وأما أنا فكنت الأصغر ،
وكان أخي الأكبر كثير المزاح ..يمتلك من الخبث
مايكفي لاكتشاف كل بنت والوصول إليها خصوصا
فئة القادمات من القرية ،
أخذ يمازحها طوال الطريق محاولا إكتشاف كوامنها ومفاتيحها كما يقال..وصلنا الشميساني..
خلف سور مبنى الدير المرتفع والمطل على الوادي ،
هنا طلب مني أن اسير إلى الأمام دون ان أنظر
خلفي حتى يلحقون بي،
لم اعرف السبب الحقيقي وراء ذلك ..بدأت بالسير
بين الصخور ..أمر بشجرة وحيدة متكسرة ..
عارية من الأوراق..أقف متسمرا أمامها والدم
يتجمد في عروقي من المشهد التالي ..لقد كان
ثعبان أسود ضخم يلتف عليها،
بقيت في حيرة من أمري..هل اتقدم نحو الثعبان..
وهذا بالطبع أمر مستحيل ..أم أن أنظر خلفي
بل وألوذ بالفرار عائدا إلى أخواي وأكون قد كسرت
القوانين ،
فكان الرأي الثاني هو الأرجح ..إستدرت ..جريت
نوحهما ..توقفت فجاة أمام مشهد أخر كان جديدا
بالنسبة إلي ..مشهد لأخي الأكبر والفتاة .............
.................................................................
.................................................................
بالطبع كبرت و فهمت .
،،،براءة ،،،
على الجبل نجري ..نلهو في الخنادق ..نقفز من
خندق إلى خندق ..نرمي بعضنا بالفشق الفارغ،
متى ماعدنا إلى خيامنا ومعنا شيء منه كان الأهل
يعاقبوننا بشدة ويطلبون منا إعادة كل شيء في
مكانه وتقول أمي :
"هؤلاء الأولاد مافي من ورائهم غير المصايب؟"
،،دموع،،
تبكي أمي بحرقة بينما ترجو أبي أن يعيدنا إلى
القرية بين الأقارب بعيدا عن الخطر ،يكون خالي
الجندي حاضرا يقول لها :
"اصبري ياأختي هذا كله سينتهي ..المسألة هي
مسألة وقت فقط؟"
* ...............................................................
.................................؟
،، خروج ،،
رحل من رحل ..وبقي من بقي ..وبقيت الذكريات .
* ........................................................................؟
(يتبع ..... )
تيسير مغاصبه

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع