سَكبتُ دمعَا على أدرَاجِ شريَاني
في كلِّ ذكرَى يدقُّ الشّوقُ أفئدةً
جدارُها الصّبرُ مَشفوعا بإحسَانِ
أشمّ ريحَ الثّرى والدّارُ نائيةٌ
والقلبُ مُعتصَرٌ من طيبِ رَيحانِ
ناديتُ داري!! أأنتِ اليومَ ذاكرةٌ
عهدَ الأحبّةِ من شِيبٍ وشبّانِ ؟
يأتي المسَاءُ نعيقا دونما وجَلٍ
يدسُّ في عَتمِه أوكارَ غُربانِ
وأنسجُ النّومَ آهاتٍ يذوبُ لها
في العَالمينَ فؤادُ الظّالمِ الجَاني
ويقرعُ الصّبحُ قلبا مثلَ باديةٍ
أضحَت رُؤاها سَرابا عندَ ظمآنِ
تحثُو على الدّهرِ عمرا ليسَ يرجعُه
بعدُ الأحبّةِ أو أشباهُ إنسَانِ
عينايَ في مِحجرٍ باتَت على لهبٍ
كأنّها والجِمارِ الحمرِ صِنوَانِ
لمّا أتاهَا سفينُ الأهلِ في حُلمٍ
وأدركَت ريحَهم من بينِ رُكبانِ
تسَارعَ النّبضُ فيها قيدَ أمنيةٍ
وهزَّها من سُباتِ الوَجدِ كفّانِ
شمسُ الأصيلِ تنادي في المَدى صُورَا
تحتلُّ أوردَتي من غيرِ عُدوانِ
أنا الغَريبُ فلا عُنوانَ يقرؤني
هيهاتَ أن يُرتجَى في الغَربِ عنوَاني!!
أنا الضّليلُ بليلٍ لانجُومَ له
واليُتمُ في غربَتي واللهِ يُتمانِ
ما غرّدَ الطّيرُ وَحيا في مرابعهم
إلا ليعلنَ أنّ الرّوحَ نصفانِ
أبيتُ في غُربةٍ والعينُ واجفةٌ
يا للزّمان ويا بؤسي وحرمَاني!!
يا سيّدَ البَينِ اشرَب مُرَّ فرقتِنا
فالعَينُ بالعَينِ من ماضٍ الى الآنِ
سميرة المرادني
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة