تُجلجلُ العصورُ بأفواهِ الأساطير
منقوشة على جدران الكهوف
لايخيفها مطرٌ من دِثار
تمرُّ بشعابها قلوبٌ هائمةٌ
تقفُ عند مدارجِ الخباء
تقرأُ ملحمةَ عشقٍ برداءاتِ الفصول
كأنها حوريةٌ شقّتْ الموج
لم تكن تدري أنها للفناء
عقدتْ ضفائرَها بألوانِ المرجان
تنفّستْ من رئةِ الوجود
و طائرٌِ للشمسِ على رمالِ الشقاء
شبَّ في قلبهِ نار ورعود
لاتخمدُها سحابٌ حبلى
بل حملتْها كفوفُ الريح
لأبواقِ مدنٍ غجرية
حتى ثملَ من أطيابِها
يبري العيونَ من بهرجِ أثيابها
حطّتْ بكفّيهِ قوقعتين
كأنها نبوءةٌ تسطعُ بالمقادير
حَملَها بجناحيهِ العاشقيْن
ضجَّ في فؤادِها كسيلِ العرم
يجتاحُ أجزاءها إلى عذاب
كيف تدري يومَ عجنتْ قلبها
فاستوى خبزا لايرتضيه الجياع
تمضُّ العشقَ مُرَّ شراب
لكنّ موجَ البحرِ سَجرَ مجامرَه
مذ ألقتْ أوردةَ الهوى على شطآنها
حيثُ تشدو لِقيعان ملأى بقرابين
حسبتها لُجّةً تومضُ بها أصابعَ حرمان
ومافاضَ في حِجرِها إلا خداع
فجمرُ المدامعِ أزِفَ في مقلتيها
عقدُ الياسمين فرطَ في فجره
إذ قدَّ قلبَها بهزيعِ أنفاسه
وتلالُ العنكبوتِ تخيطُ مدارها
تقتادها لمدافنِ الشوقِ إذ قُطِعَ الوتين
ياصيحةً ماغيّرتها أجراسُ النداء
والعاديات ضَبحا تورثُ المدار
توغلُ في الشتاتِ على جفونِ المنايا
هكذا دنا طائرُ للشمسِ فجيعا
واحترق بأسوارِ ومدائنِ الغرباء
ينأى عن منابعِ الفرات ظامئا
هل تمنعُ السكِّينُ رِشاشَ الدماء ؟
وهل تتمشّطُ الحوريةُ بزرقةِ موجها
إذ مكثَ الفؤادُ بترابِ الأجداث
تُسلُّ الحكايا من قِرابِ الهوى
تتنافرُ العصور بأدراجِ الصقيع
ذات شرق وغرب أقمارها
هو تاريخ يجدِّدُ سطوره
لحوريةٍ تدحرُ الموجَ في البحرِ الطويل .
كم من طائرِ ابتلَّ بأمطارِ ابتلاء
لعلّ عينَ أيوب تُفجّرُ من جديد
فيغسل جناحيه من السِقام
ويقرّ عيناً بعد دياجي دروبه
فتأتيه حوريةُ الوجدِ مذعنةً
تفتِّتُ خيوطَ الخوف من منازلِ الظلام
لكنّ طائراً للشمسِ توارى
فما أضاءتُ أنجمُ الليل الحزين
وأنشودةُ الموت قَرَعتْها الطبول .
بقلمي/سناء شمه
العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة