الكّل متفقاً على أن أيوب طارش ملك الجميع أو كأنه وطن يحتمي المتصارعون تحت افيائه وهذاالامريجيزلناالحديث عن
نقطةمن ماضية وهو عندما كان تلميذاً في المعهد العلمي بمدينة عدن حيث كان قد وقع في غرام الغناء والطرب ولقي رفاقه من الصبية يشجعونه ويدفعونه إلى الغناء عندما لمسوا موهبته وتفردّه في هذا المستوى فقدكان لرفيقه جهاز تسجيل ويستمع فيه لأغاني محمد عبد الوهاب وحفلاته التي كانت تأتي من إذاعة عدن فكان يستمع لها ويتمعن فيها لدرجة حفظها وإعادة غنائها أمام زملائه في المعهد
نقطة أخرى تأتي من رحم النقطة الأولى في تلك المساحة العدنية كان للحلم أن يكتمل وللهوى أن يجد وصاله مع العود الذي سعى أيوب لامتلاكه كي يقدر على تأطير ذلك الطرب الذي غرق فيه صوت محمد عبدالوهاب كمثال بارز في تلك المرحلة التي كان يكرر فيها أغنياته في طريق عودته من المصلحة التجارية التي كان يشتغل فيها في حي المعلا الشهير بعدن إلى القلوعة حيث يحطّ البيت الذي يسكن فيه يقول ايوب في مقابلة له «كنت أتسلى على الطريق بإعادة تأدية أغاني عبد الوهاب التي كنت قد حفظتها تماماً وبشغف وكنت أتعمد السير في تقاطعات متعددة وطويلة كمحاولة لتمديد أمر مسافة الطريق فلا أصل إلى البيت بسرعة وأستمتع بترديد الغناءلكن الطريق كان ينتهي في كل مرّة».
وحصل لاحقاً أن اشترى أيوب عوداً بمساعدة من شقيق زوجته انطلق في تعلم العزف عليه بشكل شخصي لم يكن هناك من يقوم بتعليم أصوله له إلى أن تقاطع مع شخصيات لها من مهارات العزف الكثير
لم يتعلّق أيوب طارش بالغناء والعزف بشكل مطلق على أنهما أدوات تمكناه من الكسب المادي والتربح من ورائهماويؤكد «كنت أهوى هذا الأمر فقط أهواه إلى درجة سيطرته عليّ بشكل تام دونما حاجتي التفكير بالموسيقى والغناء على أنهما تتيحان للواحد كسباً وسعة في العيش من خلال المال الذي يعود من خلال الاشتغال التجاري بهما».
لكن حدث في ذلك الوقت أن عرف والد أيوب أن ابنه قد صار عازفاً ولما هذه الممارسة من صورة سلبية لدى أذهان المجتمع فقد شاط خياله معتقداً أن ابنه الغالي سوف ينتهي مصيره إلى طريق الانحراف والنزق وعدم إمكانية خلق علاقات سويّة مع المحيطين به. «لكن تدّخل أقارب له وأصدقاء عزيزين من والده أقنعوه بأنه شاب موهوب يريد الاستمتاع بهذه الموهبة ولا يمكنه أن يذهب إلى أبعد من هذا كما أخبروه أن الغناء ليس شراً مطلقاً وإنما يمكن أن يكون ويتشكل في صيغ رسائل اجتماعية وأخلاقية سامية ترفع من مقام الفرد وهو الأمر الذي طمأن الوالد وجعله يشترط فقط أن يعود إلى البيت وأن يبقى أمام عينيه».
ومن عدن إلى تعزرحلة اخرى في اسفارايوب
في العام 1967 خرج ايوب من الشركة التي كان يعمل فيها وعاد إلى مدينته تعز ليعمل في شركة الطيران اليمني قبل هذا كان قد التقى بالشاعر الفضول مرحلة ستكون مثل فارق بارز ومهم بشكل مطلق في مسيرته الغنائية. الذكريات هنا كثيرة ولا مجال للسير عليها كلها. يصعب تذّكر هذه ونسيان تلك. «هي قصة طويلة من التعاون والحب والأخوة التي لا يمكن وصفها بكلام يليق بها
وبالتالي فان الكتابة عن هكذا موضوع بحاجة الى مساحة اكبروسردتفاصيل مثيرة وهذا ماسيكون اهتمامنافي الحلقة القادمة وبالتالي سنسلط الضوءعلى واحدة من روائع ايوب
التي مايزال صداها تراتيل تملاالامكنة والجوانب والزوايالهذاالوطن
علواومجداوعزا
تنتمي للفضول شعراولايوب لحناوغناء
املأوا الدنيا ابتساما
وارفعوا في الشمس هاما
واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع
الصلبة خيراً وسلاما
واحفظوا للعز فيكم ضوءه
واجعلوا وحدتكم عرشاً له
واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم
تحت السماوات انقساما
وارفعوا أنفسكم فوق الضحى
أبداً عن كل سوء تتسامى
أيها الخيرُ الوفيرُ.. أرضنا واحة خير..
كل خير على أجنابها قد أمرعا
أيها المجدُ الكبيرُ.. أرضنا ساحة مجد..
كل مجد دنا تحت سماها اجتمعا
أيها الشرُ المغيرُ.. أرضنا أرض تحد..
كل شر تحدّى الخير فيها انصرعا
كم أبيِّ قبلنا فيها أبى..
أن يرى للقهر فيها ملعبا
فإذا ما البغي فيها طالبا..
فيأة في الظل لاقى اللهبا
كم عليها من جذوع عانقت..
جسم شهم فوقها قد صُلبا
والشهادات بها كم شاهدت..
جدثاً قد ضم ابناً وأبا
لم يجئ يوم بخلنا بالدماء..
فيه أو كنا نكصنا عن عطاءِ
أو ركعنا في هوان الضعفاءِ..
أو حملنا فيه رجس الجبناءِ
يا بسالات الفداءِ.. إننا شعب فدا..
أحلامنا نبتت فوق قبور الشهداءِ
يا جلالات العطاءِ.. إننا شعب ندى..
أيامنا لم تلد غير نفوس الكرماءِ
يا رسالات السماءِ إننا شعب هُدى..
إسلامنا أزهرت فيه أماني الأنبياء
أنت يا أرض السماحات التي أنفقت
أرواحنا بذلاً وجودا
ان رجفنا الساحات بنضالاتنا
أو عكفنا في المحاريب سجودا
لن يضيع الفجر من آفاقنا فيك
لن نرجع للّيل عبيداً
نحن أتباع ضلال وهدى..
ان أتى رشدٌ رآنا رشَدا
أو أتى غيٌّ مضى فينا سدى..
ما لوى زنداً ولا شلّ يدا
مات في أنفسنا معنى الضياع
وانتفت من بيننا روح الصراع
وتساوى قَدْرُنَا في الارتفاع
لم نعد صنفي صمت أو رعاع..
أو رعايا سُخرت للانتفاع
إن مشى الحق على ساحاتنا..
ينصف الأكواخ من ظلم القلاع
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة