( جلد الذات )
تخيلوا أن لدي امتحان سأقدمه في الغد ينبغي علي الاستعداد الجيد له، وها انا قد ضٓعفْتُ أمام فكرة لمعت في ذهني فاشتاطت بسببها أوصالي فتحرك على الفور قلمي ليسكب بنات أفكاري على سطورٍ سيستغرق مني نشرها وقتاً ( لكني والله لا استطيع المقاومة أبداً أبداً أبداً ) .
تعلمتُ في مفردات علم النفس الإرشادي مفهوماً يُدعى ( قلق ما بعد الصدمة ) ويعني كيف تتعامل مع فردٍ تعرض لأحداث فاقت تصوراته وتسببت بإيلامه، والمطلوب أن تعمل على التخفيف من هذا الإيلام واستبدال المساحات الغبراء بأخرى بيضاء تُعيدُ له الألق وتزيل القلق وتعمل على إعادة مصنعية شخصيته .
كنت أظن أن الصدمات وحدها من تستطيع إذهال العقول وإخافة القلوب ومحو الابتسامات وإرجاف الأوصال وتغيير المعادلات ( فالمُهجّٓرُ كانٓ آمنا، والمُشرّٓدُ كان مالكا، والسجينُ كان طليقا، والإرهابي كان صديقا، واللاجئ كان مواطنا، والنازحُ كان بناءا ).
أظنُّ أنّٓ وصفٓ ( ما بعدٓ الصّٓدمة ) يحتاجُ إلى إضافات، فالقاموسُ مُفعمٌ بالكدمات واللكمات واللطمات والآهات والصيحات والاستفسارات والويلات والاستهجانات والاستنكارات والتجاوزات والانتهاكات والخروقات ( والخازوقات ) والعنجهيات واللامبالاة والانتقامات والتصفيات والتعجيبات والتعذيبات والتمويهات ...
على مائدة الطعام تلك كانت النكهة بامتياز ( جلد الذات ) الكل كان منتقدا وناقما وساخطا وشاحبا ومستعجبا ومستنكرا ومذهولا ومحبطا ومتفاجئا ومكبوتاً ومتألما وحانقاً ومخنوقاً، وأتمنى أنّٓ حبات الأرز لم تُصبها عدوى ما في النُّفوسِ، وكُلْ الاعتذار لقطع اللحم المتناثر على مساحة السدور، وحتما أنه تنفيس لا ينبغي أن يُقلقٓ الأرز ولا اللحم لأنّٓ صداهُ ستبقى صبغتهُ تنفيسيّٓه ( تنفيسيه فقط وبامتياز ).
- دعواتكم لي بالنجاح -
( عاش الجميعُ بخير )
بقلمي
١٤ / ١ / ٢٠٢٢ م
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة