حنَّت لمثلِ جُنينتي الضاداتُ
وتغنَّجت في جيدِها الكلماتُ
بغدادُ يا عبقًا تطيبُ لعاشقٍ
بغدادُ قد حلَّت بكِ البركاتُ
وعلى أريجِكِ ما أزال مُضمَّخًا
لتزولَ من عبقٍ بكِ الآهاتُ
غنّت لكِ الفيروزُ أيَّ قصائدٍ
فتمايلت من وقعِها الأصواتُ
وعلى جبينِكِ ندبةٌ من ظالمٍ
كثُرت بخدِّك والجوى الخالاتُ
دقَّت نواقيسُ الشهامةِ وابتدا
عصرٌ هنا ولكِ ابتدت ساعاتُ
وتسطَّرت رغمَ الأعادي هيبةٌ
وتناثرت فوقَ الثرى اللاءاتُ
وأبو نؤاسٍ حينَ يذكرُ نهرَكِ
ليغارَ من طيبِ الكلامِ فراتُ
وتُعيدُ دجلةَ للحياةِ جمالَها
وتُعيدُ رونقَ جوِّها الموجاتُ
ولكِ البساتينُ التي غنّى بها
شعرُ الجواهري إذ بكِ الخيراتُ
من جنِّةِ الفردوسِ أصلُ ترابِها
فلمثلِها قد أُزلفت جناتُ
فمنِ الخدودِ تفرَّعت جناتُها
حتى استطالت في العلا روضاتُ
ولها الرجالُ كما الأسودِ مهابةً
في أرضِها قد أنجبت حرّاتُ
ومسحتِ آخرَ دمعةٍ من طفلةٍ
وجلستِ حتى أتعبتكِ هناتُ
كلُّ الحروبِ نبذتِها وتركتِها
فلقد تآمرَ ضدَّكِ الأمواتُ
لا لا يخيفُكِ في الحقيقةِ جمعُهم
فهم الذينَ بجمعِهم اشتاتُ
وعلى المقاهي زمجرت أركيلةٌ
وتلوَّنت لونَ الهوى القهواتُ
وتحزَّمت ببناتِها وشبابِها
حتى اشرأبّت في علاها الذاتُ
بغدادُ يا أمَّ القصيدِ ونظمِهِ
بغدادُ قد حنَّت لكِ النغماتُ
لكِ في القلوبِ محبَّةٌ وتَتَيِّمٌ
لكِ في النفوس تزاحمَ الميقاتُ
في عزَّةٍ وكرامةٍ ورجولةٍ
قد ألبستكِ بعزةٍ أَنِفاتُ
أمّا الذين تآمروا فبمكرِهم
وبغيضِهم واللهِ لمّا ماتوا
برهانَكم أنَّ العراقَ ممزَّقٌ
قل اخرجوه لغيرِنا أو هاتوا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأربعاء/ ١٦/ ٢/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة