في ضجيجِ الصمتِ وهديرِ السكونِ
تتأوَّهُ الروحُ العاشقةُ
ترتمي مقطعةَ الشرايين على أرصفةِ
سفرٍ طويلٍ في متاهةٍ مرهقةً
تنزفُ رحيق حبِّها المصلوبِ على
عيدانِ الهجرِ وأشواكِ البعاد ...
حبٌّ كلهيبِ نارٍ حارقة تلتهبُ ملتهمةً كلَّ
حقولِ ومروجِ النفس البائسة
لم يخلِّفْ هذا الحريقُ وراءه غير الرماد
غير صحراءٍ متيبسةٍ ميتة ...
كلُّ زوايا وحنايا الروحِ أصبحت خاويةً
من خلجات الحياة ونبضاتِ الشعور
هي وحدها من تنفخُ الحياةَ في العروقِ
وتدفقُ الدماء في الشرايين المتخشبة ...
تبعثُ الدفءَ في الأوصال المتجمدة
هي الندى المنعشُ المحيي من الموات ...
كما المحبةُ جوهرُ الكون كذا المحبوب
جوهر حياة العاشق .
في البدءِ كانت المحبة وكان الوجود في
سكونٍ مطلق . نفخت المحبة في السكون
راح يتحرك ويتموجُ . انبثقت من تموجاته
الحياة . تكثفت التموجات تكونت المجرات
نجومٌ وكواكب . رقَّتْ وشفَّت التموجات
تسربتْ في الجمادات فتولدت الحياة ...
ازدادت التموجات رقة ولطافة وشفافية
فتولدت الروح . هي نفحةُ اللاهوتِ الأزلي
قبل وجود الوجود . نفخت في العدمِ الساكن
فحركته وأوجدت الوجود . ازدادت لطافة
فأوجدت الحياةَ والروحَ . وكذا الحبيب ينفخ في
كيان العاشق يهبه الحركة بعد السكون والحيوية
والرغبة في الحياة . الحبيب هو روح حياة العاشق
بعيداً عنه كلُّ نجوم الكون تتهاوى يعمُّ الظلامُ العالمَ
يعود الكون الى السكون والعدم ...
تعالى اليَّ ايها المحبوب الغالي
... وأعدْ لي نفخة الحياة بعد الموت
حكمت نايف خولي
شاعر الحب والألغاز
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة