==========÷
وقف حارة المغاربة
٨-وقف حارة المغاربة: واهم معالمه معلمان :
ا-باب المغاربة:
وهو باب من أبواب القدس وأبواب المسجد الاقصى يحمل نفس الاسم ولكنهما بابان وقد ارتبط تاريخ الحارة بوجود حائط البراق الشريف الذي كان هو الآخر من جملة الأوقاف التي شملها وقف الملك الأفضل نور الدين علي بن الناصر صلاح الدين الأيوبي، كما أنّها كانت قبلةً لأهل المغرب العربي ممن رأى منهم أن يُجاور في المسجد الأقصى ويرابط في القدس ليختم حياته هناك، ومقصداً للصوفية من أتباع كل من أبي مدين الغوث الحفيد والشيخ الزاهد عمر المصمودي وغيرهما، كما شهدت الحارة ملتقىً لأتباع المذهب المالكي بسبب تمركزهم فيها ووجود المدرسة الأفضلية التي أوقفها الملك الأفضل
وقد تميزت الحارة بجملة من الأوقاف الكبيرة التي ضمنت استمرار وتدفّق المعونات والأموال والصدقات على مستحقيها من الأصول المغربية المقيمين فيها والواردين إلى القدس المقيمين في زوايا الصوفية فيها كزاوية أبي مدين الغوث الحفيد وزاوية المصمودي، وقد ازدهرت أوقافها في العصر المملوكي حين ظهرت أوقاف أبي مدين والمصمودي وسلطان المغرب علي المريني، وراح سكاّنها ينخرطون في الحياة الدينية في القدس لا سيما إمامة السادة المالكية في القدس، وقد ظهر منهم علماء وفقهاء وشيوخ دين كان لهم دورٌ بارزٌ في تاريخ القدس الذي أخذت ملامحه تتكشف على نحوٍ تفصيليٍ بعد ازدياد الاهتمام بالكشف عن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في القدس ووثائق الأرشيف العثماني في اسطنبول.
أوقف الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن على النجل الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي حارة المغاربة على صالح طائفة المغاربة في القدس القديمة، وقد تباينت مساحة الحارة تبعاً لاختلاف حدودها ين الحين والآخر، فقد امتدت مساحات من حارة المغاربة قبل العهد العثماني الى خارج السور فعرفت بحارة المغاربة البرانية، ويبدو أنها ضمت آنذاك ما يعرف اليوم بالقصور الأموية أو دار الإمارة .
ومان نور الدين ابو الحسن من المقيمين في القدس إبان سلطنته على دمشق (589هـ/1193م - 592هـ/1195م ) حيث كانت القدس تابعة له بغية تشجيع أهل المغرب العربي على القدوم الى القدس والإقامة فيها ومساعدة سكانها المغاربة الذين فضلوا الاستقرار والمجاورة بالقرب من مسجدها المبارك .
ب-زاوية المغاربة:
أنشأ الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي، هذه الزاوية من ماله وأوقفها على الفقراء والمساكين في سنة ( 703هـ) وهو من رجال الدين الصالحين توفي في بيت المقدس، ودفن في حوش البسطامية بمقبرة ( ماملا ) وقيل زاوية المصمودي نسبة إليه، وقد سمية زاوية المغاربة نسبة الى المغاربة الوافدين الى بيت المقدس . وتقع الزاوية على بعد أمتار قليلة من المكتبة الخالدية،وهي مؤلفة من طابقين ، وفي الطابق العلوي من الزاوية قبر لأحد الأولياء وفيها مسجد كان يؤمه للصلاة بعض المجاورين له .
وكان الملك الأفضل علي بن صلاح الدين قد وقف في سنة ( 558 هـ) ما يحيط بمواقع البراق الشريف ويتصل به من اراضي على الطائفة المغاربية على اختلاف أجناسهم وحجاجهم وطلابهم الذين يتوافدون الى بيت المقدس، ولا شك في أن هذا من العوامل التي شجعت المغاربة على القدوم الى بيت المقدس .
ولوقفية أبي مدين سجل خاص في المحكمة الشرعية بالقدس كما ان هناك وقفية مسجلة باسمها في سجل رقم( 602 ) من سجلات الأراضي المحفوظة برئاسة الوزراء بتركيا وتاريخها سنة ( 893هـ) .
ولما أنشئت الزاوية صارت عقارات الحي الموقوفة كلها تعرف بأوقاف أبي مدين، وقد هدمت السلطات الإسرائيلية ( 135بيتاً ) اثريا من بيوت حي المغاربة الموقوفة في شهر حزيران عام 1967م على مدار ثلاثة أيام هي 11 و12 و13 من حزيران عام 1967م ، وحولوها إلى ساحة حائط المبكى (البراق) وتسكنها الآن بعض العائلات المغربية الفقيرة. والمسؤول عن وقف المغاربة منذ عام 1958م حتى يومنا هذا (محمد إبراهيم عبد الحق) ومن الأماكن التاريخية المهمة في القدس الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ويتمثل في منشآت أموية وجاء في الموسوعة الفلسطينية (ص 807) واحدة تقع الى جنوب السور والثانية غربية.
يتبع المقاومة رقم (١٨٠)
انشرها تؤجر باذن الله
الدكتور مروح نصار
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة