أرَى فِي هَذَا الْكَوْنِ اخْتِلَافٌ
بِانْقِلَابِ الآيَةِ عَكْسًا وَخِلَافِ
فَالصُّلْبُ لَانٍ وَالرَّطْبُ جَفَافٌ
وَالنِّسَاءُ اسْوَدٌ وَالرِّجَالُ خَرَافٌ
فَيَرَى الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ رَجُلًا
وَكَأَنَّهُ كَامِلُ الِاوْصَافِ
مَفْتُولُ الْعَضَلَاتِ ذَا قَامَةٍ
فَلَا قَوَامَةَ لَهُ وَلَا مَنَافٍ
جَسَدًا وَتَحْسَبَنَّهُ أسْدًا
بَطَلًا مِغْوَارًا وَسَيَّافَ
انْ تَكَلَّمَ قِيلَ لَهُ صَهٍ فَصَمَتْ
وَانَ اشْتَكَى قِيلَ لَهُ نَفَافٌ
مِسْكِينًا مَشْجُوبًا مُسْتَحَقًّا
بَعِيدًا كُلُّ الْبُعْدِ نَفْنَافِ
دَمِيَّةٌ مُجَرَّدَةُ الْمَحْضَرِ بِمَنْظَرٍ
مُسْتَنْكَفًا بِمَعْزِلَةٍ وَاصَابَهُ النَّكَافُ
رَجُلٌ وَالرِّجَالُ قَلِيلٌ بِأَيَّامِنَا
لِحْيَةٌ وَشَارِبٌ بِذِراعَيْنِ حِسَافٍ
عَرِيضُ الْمَنْكِبَيْنِ كُشُورًا عَبُوسًا
صُورَةُ لَيْسَ الًّا رَقِيقًا شَفَّافِ
رَجُلٌ وَيَكَأَنَّهُ الْكَثَافَةُ وَزْنًا
وَلَكِنَّ حَجْمَهُ غَالِبٌ عَلَيْهِ طَفَافٌ
فَالْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِهَا خَرَجَتْ
وَبَقِيَ الرِّجَالُ تَحْتَ اللِّحَافِ
صَارَتْ الْمَرْأَةُ مُحَقَّقَةً
وَاصْبَحَ الرَّجُلُ حَلَّافَ
وَقَفَتْ امَامَ الْمِرْآةِ سَاعَاتٍ
وَمُعْجِبُهَا يَزِيدُهَا اسْتِلْطَافَ
اوْسَعْهَا غَزْلًا بِغَيْرِ عِشْقٍ
وَمَنْ حَوْلَهَا لَفَّ (دارَ)وَطَافَ
قَالَتِ اغْرُبْ عَنْ وَجْهِي
قَالَ إنّي أَخَافُ الرُّعَافَ
ذَهَبَتْ وَلَا يَدْرِي أراضيهَا
وَمَكَانُهَا يَحْتَاجُ عَرَّافٌ
ايَنْ هَذَا مِنْ تِلْكَ مَكَانَةً
وَايَنَ تَلَاشَى الِانْصَافَ
كَانَتْ الْمَرْأَةُ مَحْجُوبَةً
وَكَانَتْ مِيزَتُهَا الْعَفَافَ
وَكَانَ الرَّجُلُ آنَ ذَاكَ رَجُلًا
شَدِيدُ الْبَأْسِ عَسَّافٌ
فَهَذَا الْحَالُ وَأَظُنُّهُ سَيَبْقَى
وَلَا نَدْرِي نِهَايَةَ الْمَطَافِ
فَيَا اللَّطِيفُ أُلْطُفْ بِهِمْ
وَصَبِّرْ كُلِّ جَبَانٍ خَوَافِ
الَا لَيْتَ الزَّمَانُ يَعُودُ
وَيَرْجِعُ عَهْدَ الأسْلَافِ
فَلَا يَحِقُّ الْقَوْلُ عُمُومًا
إلَا مَنْ رَحِمَ رَبِّي اللَّطَّافِ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة