إحتشدت المجموعات من الفريقين في شكل أجساد متلاحمة مرصوصة بشكل منتظم، متأهبين للحظة الإنطلاق
أستعد المسئولين فى كافة الطرق و أماكن الإلتحام المتوقعة، و أعلنت حالة الإستنفار القصوى في النقاط الساخنة لتوفير الإمدادات اللازمة...
قال المتحدث : لا بديل لنا عن الإنتصار
ليتوقف النزيف فلن نتقهقر مرة أخرى للخلف هذه فرصتنا .. الحاسمة و الأخيرة ..
لإستغلال نقاط ضعف الخصم
قال المتحدث من الطرف الأخر : نعم نعاني من الإصابات من الموقعة السابقة ، حتى القائد يعانى إصابة بليغة قد تمنعه من أي مشاركة مستقبلية في القريب العاجل ، و لكننا لن نتخلى عن حقنا و سنصمد حتى أخر رجل فينا ، نحن رجال و روحنا القتالية هي الأصل حتى فى ظل غياب القائد
كانت الصحافة ووسائل الإعلام قد أفردت الصفحة الأولى لهذه المواجهة ؛ فهى الحاسمة و الأخير و المنتصر فى هذه الجولة سيحقق ما لم يحققه السابقين ، هناك جهات محلية و عالمية تترقب ما تسفر عنه هذه المواجهة ، ازدحمت الشاشات بتحليلات و توقعات الخبراء ، كما تم الإستعانة ببعض رجال الحرس القديم و المحاربين القدامى ، للإستفادة من خبراتهم فى مثل هذه المواجهات ، و توقفت معظم الأسواق و، الصفقات التجارية لحين إنتهاء هذه الموقعة ، كما أخذت الزوجات أطفالهم تاركين رجالهم فغالبا ما تنهار أعصابهم و يرتفع صراخهم و أحيانا قد يدمروا ما حولهم ...
مع بداية الموقعة الحاسمة تجمعت أنظار الألاف من التجمعات البشرية المتلاحمة على المقاهى ، و انتشرت بعض سيارات الشرطة تفاديا لأى تشابك بين أنصار كل فريق ، كما استعد بائعى المسليات مثل المثلجات و اللب و الحمص الشام بجوار التجمعات ، كان الفريق الأول قد تعرض لنزيف فى نقاطه بسبب خسائره المتتالية في المباريات السابقة ، و هزيمتهم ستجعل ترتيبهم في جدول المنافسين فى مركز متأخر - أما قائد الفريق الثانى الذى تعرض لإصابة شديدة في ساقه من المباراة السابقة...
جلست الزوجة مع أولادها ، فى الغرفة المجاورة تبحث عن شيء هاديء تشاهده
فشاهدت على شريط الأخبار :
إستمرار حالات الغرق فى الشواطىء بالرغم من تحذيرات الحكومة
للمرة العاشرة هجوم إرهابي غاشم على قواتنا المسلحة بالعريش و شمال سيناء ، انتحار طبيب بسبب ضاىقة مالية ، وزارة التعليم : لازلنا غير مستقرين على التصور النهائي للفصل الدراسى القادم
و تابع المذيع بحماس : الأن تتوجه أنظار الألاف حول شاشات التلفاز و المقاهى يتابعوننا، الكل مترقب ، الكل منتظر نتيجة هذه المباراة الحاسمة ...
حفظ الله بلادنا من كل سوء و مكروه و أدام علينا نعمة الكرة النظيفة .
( تمت )
بقلم / مصطفى علاء بركات
من المجموعة القصصية
( الارض الطيبة )
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة