أحلم أني أحد الناس..
آكل وأشرب مثل الناس..
أتنفس..
أنام وأصحو..
مثل الناس..
وليس كائنا على شكل الناس..
جاحظ العينين..
محاصر العقل.
محاصر الجسد والقلب..
متكلس الأطراف..
يزحف حول نفسه..
ببقايا من الإحساس..
فإن وقفت..أجلسوني..
وإن جلست..أوقفوني..
وإن تكلمت.. أخرسوني..
وإن وجمت..
استغربوا وجومي..
وإن حزنت..
بوخز الحراب..أضحكوني..
وإن ضحكت..
بحذاء قديم..
على شفتي..
ضربوني..
وإن جعت..
ببعض من فتات موائدهم ..
رموني..
وإن صدف وأكلت وجبة..
استكثروا تلك الوجبة..
ومننوني..
وإن لبست فتشوني..
و من ثيابي..شلحوني..
وإن بردت..
أسكنوني في العراء..
ثم بالي الثياب ألبسوني..
وإن شارفت على الموت..
من مشارف الموت..
أعادوني..
وإن عشت..
إلى حواف الموت استدرجوني..
فأفكر..
لم على هذا الحال ..
يتركونني..
ولم بهذا الشكل يعاملونني..
فأحار في أمري..
وأحار في أمرهم..
فمن منهم يكرهني..!!؟
ومن منهم يحبني..!!؟
ولم بين البؤس والفقر..
بين الحياة والموت..
يتجاذبونني..!؟
ألأنني عصي على الاستسلام..
عصي على الموت..!!؟
أم أنني ملهاة لهم..
أو لعبة بينهم..
ولدور ما يحضرونني..!؟
فسألت الناس..
سألت الجبل والبحر..
واستغثت بالله..
لأجد مخرجا..
لأشحذ حلما..
قبل أن يعتقلوه..
ويطاردوا أطيافه تحت جفوني..
فيا ويلي على حالي..
ويا ويلي على ولدي..
فعدوي يحرك الدنيا..
إن لم يزد..
أحلم أني أحد الناس..
أحلم أنني أحلم مثل الناس..
غسان دلل.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة