طقطقَ العظمُ كي يجلّي الخمولا

أرسلَ الهمُّ للفؤادِ خيولا
ثم جاست هناكَ كلَّ دياري
كيفَ أحمي الجوى وأحمي الذحولا
مثلَ ريحٍ تصرُّ صرَّت فصرَّت
أصبحَ الصبرُ في اللظى مشلولا
أمعنِ العينَ ما تراهُ قليلًا
ما لنا خضرةٌ ماتراهُ ذبولا
إنَّ من حولَنا حفارين قبورًا
إنَّ من حولَنا بادئين الرحيلا
أصبحَ الأصلُ صاغرًا مثلَ فرعٍ
يُكرُمُ الفرعُ نابذينَ الأصيلا
في البوادي هناك نرقبُ شخصًا
عائدًا بالخيولِ فاعلُ الصهيلا
نحسبُ المسافاتِ ميلًا بميلٍ
ما يزالُ اليتيمُ يحسبُ ميلا
ما تجفُّ الدموعُ من عينِ طفلٍ
حيثُ يَلقى فؤادَهُ مغلولا
لا ربيعُ بجنَّتي لا خريفٌ
لم تعد زهرتي تميز الفصولا
أينَ واقعي الجميلُ وأهلي
أينما سطَّرتُهُ القرونُ الأولى
هكذا تُقظمُ البلادُ فهيّا
نوقفُ القظمَ أو جنًى مأكولا
نجمتي في السماءِ تحبُّ ظهورًا
لا تحبُّ النجومُ حتمًا أفولا
تغرسُ الأرضُ منذ ماضٍ سحيقٍ
عظمةً في الثرى ووجهًا أسيلا
إنَّ تحتَ الترابِ نومًا عميقًا
كيفَ تحتَ الترابِ لاقت مقيلا
إن تحتَ الترابِ قلبًا أصيلًا
يُسفكُ التربُ بكرةً وأصيلا
دُلَّني أيها الدهرُ قبلَ رحيلٍ
كرهَ الراحلونَ قبلي الرحيلا
من خلالِ الدموعِ تنفذُ آهٌ
فيصبُّ الآسى كذاكَ الخُلولا
طَفلَ الماكثونَ بعدَ شروقٍ
فأحبَّ الزمانُ هذا الطفولا
كلَّما يأخذُ الدهرُ منّا خليلًا
لم يقل دهرُنا شكرًا جزيلا
هل تطولُ الحياةُ والهمُّ فيها
أيّها الماكثونَ وقتًا طويلا
يسرقُ السارقونَ منّا كثيرًا
اتركوا للورى شيئًا ضئيلا
احملوا الآنَ يا أباةَ المعالي
واطرحوا في الثرى حملًا ثقيلا
فوقَ جُرحٍ لنا وجُرحٍ علينا
يضحكُ السيفُ ثم يلقي الصليلا
أملٌ ضاعَ كانَ يُحملُ دهرًا
أصبحَ الهمُّ دونَهُ المحمولا
إنَّ سدةَ الحكمِ سدٌ منيعٌ
لم تُدم فوقَها شخصًا نبيلا
أينما ملتَ لا تميلُ حياةٌ
لا تباريكَ كي تُميلَ الميولا
قل لنا يا صديقي حديثًا
يدفع البؤسَ أو أذًى مفعولا
إنَّ في الحكمِ عاصراتٍ عجافًا
أمطرَت قمعَها واستشفَّت محولا
إنَّه العدلُ قد نراهُ قريبًا
قابَ قوسينِ حينَ ألقى السدولا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق الأربعاء / ٣٠/ ٣/ ٢٠٢٢
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص‏‏