¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وَرَسُولُ الشَّوْقِ ابْحَرْ
أَشْفَقَ الشَّفَقُ عَلَى النَّهَارِ عِنْدَمَا أَدْبِرْ
وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ عَنِ الْكَوْنِ بَعْدَمَا أَبْصَر
ذَهَبَ الْمَذْهَبُ وَتَبَدَّلَ بِالرَّمَادِيِّ الَاصْفَر
وَاكْتَسَى الْمَشْرِقُ بِاسْمَرٍ وَالْمَغْرِبُ بأَحْمَر
حَلَّ الْمَسَاءُ دَامِيًا وَكَانَ النَّهَارُ مُودِّعَهُ
وَأَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ فَبَزَغَ الْقَمَرُ وَأَقْمَر
تَسَلَّلَ مِنْ عُمْقِ الدَّجَى أَبْيَضًا مُفَضَّضًا
وَإِعْتَلَى صَهْوَةَ السَّمَاءِ نَضَارَةً وَمَا أَنْضَر
دَعَى الْعَاشِقِينَ أَنْ هَلُمُّوا إِلَيَّ أُؤْنِسُكُمْ
فَتَهَافَتُوا طَائِعِينَ لَبَّيْكَ لِنَسْمُرَ وَنَسْهَر
جِئْنَاكَ وَالشَّوْقُ قَدْ بَلَغَ سَيْلَهُ بِنَا الزُّبَى
وَالْعِشْقُ يَتَقَطَّرُ مِنْ قُلُوبِنَا اكْثَرَ فَأَكْثَرُ
فَكُلُّ مَنْ عَشِقَ حَضَرَ وَعَشِيقَتُهُ أَحْضَر
وَمَنْ تَخَلَّفَ لَيْسَ بِعَاشِقٍ وَكَانَ مِنْ الْعِشْقِ أَبْتَر
الشَّوْقُ وُقُودُ الْهَوَى وَنَارُ الْعِشْقِ مَولِعُهُ
كَكَأْسِ خَمْرٍ إِذَا شَرِبَهُ الْعَاشِقُ أَثْمَلَهُ وَأَسْكَرَ
فَخَفَقَتْ القُلُوبُ وَتَناجَتْ أَلْبابَها عِشْقاً
وَهاتَفَ الشَوْقُ الوَجْدَ هُياماً وَجَرَى أَلأَبْهَر
دَمُ العُشَّاقِ نَزَفَ بِالنَوى وَكَأنَّ جِراحَهُ
تَرَقْرَقَ مِنْهَا الشَهْدُ عَذْباً بِالمِسْكِ المُعَطَّر
وَإِذَا مَا سَهِرُوا الْعُشَّاقُ لَيْلَهُمْ وَسَمِرُوا
كَانَ هَوَاهُمْ رِيحًا فَمَا أَزْهَرَ شَوْقُهُمْ وَمَا أَثْمَر
فَقَمَرَكُمُ اللَّيْلَةِ بَدْرًا أَيُّهَا الْعُشَّاقُ فَقُومُوا
لَقَدْ نَادَاكُمُ الْمُنَادِي أَنَّ رَسُولُ الشَّوْقِ أَبْحَر
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مِنْ أَشْعاري : مُصْطَفَى أَمارَة

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة