بســـــم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله :
هذا الكون العظيم أوجد بعلم الله تعالى وقدرته , فقد خلقه الله تعالى بالتدريج وكان قادرا ان يخلقه في لحظة واحدة فيقول له ( كن . فيكون ) وكان هذا الكون الكبير الواسع سد يما قبل الخلق لا شيء فيه غير الماء وعرش الرحمن قال تعالى:
( وكان عرشه على الماء )
سورة هود الاية \ 7
فلما اراد الله تعالى ان يخلق هذا الكون جعل في الماء سخونة فخرج من الماء نتيجة لسخونته بخار تصاعد في اجـواء الكون . فكان هذا اصل الخلق وبدايته.
يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا لقدرته العظيمة اذ خلقهما في ستة ايام وفي ذلك تبيان لعظيم شأن الله تعالى وقوة قدرته وعظمته على الخلق والابداع , وليس هذه الايام الستة كأي ايام او مثل ايامنا هذه , و ربما تكون كما يتوقع العلماء العارفون من ان مدتها كما ورد في المصحف الشريف قال تعالى :
( وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )
سورة الحج الاية \ 47
وهو يوم من ايام خلق السموات والارض وقيل يوم القيامة لما نقله الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بمقدار نصف يوم . قلت : وما نصف يوم ؟ قال : أوما تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى . قال : ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )) .
وقال تعالى :
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
سورة السجدة \ آية 5
فربما مدة الخلق اكبر من الليل والنهار الحاد ثان من عملية او مدة دوران الفلك أي دوران الارض حول نفسها او دوران الارض حول الشمس - اذ لم تكن الارض والشمس مخلوقتان انذاك - لتحدث الفصول الاربعة او التغييرات الجوية والحرارية ( المناخية ) في هذا الكون :
( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر وكل في فلك يسبحون *)
الانبياء \ الاية 23.
حيث لم يكن الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية للارض حول نفسها لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها . ولا ومقدارها ,لأ نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود بل هذه الايام السـتة ايا م الخلـق الاول التي خلق الله تعـالى فيها السـموات والارض فاوجد الليل والنهارمن خلال حركة الارض حول نفسها وحركة دوران القمر حول الشمس يقضيها بمدة شهر واحد فأ وجدت الاشهر القمرية او التقويم القمري (التقويم العربي) و حركة الشمس حول نفسها تتم في سنة كاملة أي في مدة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وعدة سويعات وكذلك حركة الكواكب والنجوم وظهورها او اختفائها فكان ان تعلم الانسان – من بعد خلقه ووجوده - من هذه الحركات حساب الزمن والوقت .
قال الله تعالى :
( ان ربكم الله الذي خلق السـموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره .الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين )
الاعراف الاية \54
وقدّر فيها لكل شيء محسوس او ملموس جاذبيته التي تحفظه في مسـاراته عما حوله وما يحيط به كالنجوم والافلاك السماوية والتوابع الارضية والاقمار والمحيطات والبحار والخلجان وجعل هذه الجاذبية كامنة في ذات الشيء المخلوق وبالقـدر الذي قدره سبحانه وتعالى فيه بقدر معلوم لا يتغير الا بتغيير حالته .بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم للاخر مع قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عين .
قال الله تعالى :
( انما قولنا لشيء اذا اردنا ه ان نقول له كن فيكون )
سورة النحل الاية \ 40
فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض , وكان الكون قبل خلقه بيهما سديما مغمورا بالماء فاحدث الله تعالى سخونة فيه فتصاعد من الماء بخار يشبه الدخان في جو السماء فكان بداية الخلق- كما قلت سابقا-
وفي قوله تعالى:
( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام و كان عرشه على الماء ..* )
سورة هود \7
أي ان عظمة الله تعالى وقدرته وسلطانه - قبل الخلق – كان مقصورا على الماء وعرش الرحمن لعدم وجود خلق غيرهما .
اما ما يكون من عرش الرحمن الذي كان على الماء –والله تعالى اعلم - هو اتصاله به أي بالمـاء لعدم وجود مانع يمنعه ولا مخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته – كما اسلفت - بحيث يحفظ نفسه بنفسه عما حوله ولا يحتاج الى شيء اخر لكي يكون فعلا الاعتماد عليه في الوجود سوى قدرة الله تعالى العظيمة وهذا ما يجعلنا نعتقد بان عرش الرحمن والماء من أسبق ما خلق الله تعالى . أي كانا موجودين قبل خلق السـموات والارض وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية :
( جاء في اول توراة اليهود ان عرش الله قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة فارتفع زبد ودخان )
أي ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء فكان البخار .فتصاعد هذا البخار الى الاعلى فكانت السماء . فالماء اذن اصل الاشياء وكل شيء خلقه الله تعالى كان من ماء .
قال الله تعالى :
( اولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون * )
الانبياء اية\30
وقال الله تعالى :
( والله خلق كل دابة من ماء *)
سورة النور الاية \45
وقال الله تعالى :
( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا )
الفرقان الاية \ 54
و قال الله تعالى :
( أانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سوءا للسائلين * ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض اتيا طوعا او كرها قالتا أ تينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم * )
فصّلت الايات \ 9- 12
فخلق الارض في يومين و تقدير الاقوات والارزاق لما في الارض او عليها وخلق الجبال ومباركة كل ما خلق كان في يومين ايضا فيكون خلق الارض وتقدير الاقوات والارزاق في اربعة ايام . والسماء التي كانت ( دخان ) وهي مادة ظلامية معتمة خلقها في يومين بما فيها من شموس و نجوم وكواكب واقمار وابخرة وهواء وغازات مختلفـة وخلق الجاذبيـة بين كل المخلوقات فيها كل بما يثبتها في موقعها وفي حدودها او فلكها ضمن حركتها ( كل في فلك يسبحون ) فكانت مدة خلق هذا الكون العظيم بمشيئة الله تعالى وتقديره وحكمته فيه وما وضع فيه هذه الاشياء التي خلقها من جاذبية وانوار وامور كلها في ستة ايام و لا زلنا لا نعلم منها الا القليل .
وبدءُ الخلق هو تسخير الاشياء المخلوقة بما فيها الجن والانس لعبادة الله تعالى :
( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون * ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون *)
سورة الذاريات \56 و57
قال الله تعالى :
( نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم *).
سورة يوسف الاية \76 .
وقال الله تعالى في كيفية الخلق ايضا :
( الله الذي رفع السموات بغيرعمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا , ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين , يغشي الليل النهار, ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون * وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل , ان في ذلك لايات لقوم يعقلون *)
الرعد الايات \ 2-4
وخلق الله تعالى الجن قبل الانس قال تعالى :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ( *
سورة الحجر الايتان 26 و27
وقال تعالى :
( اولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون * )
يورة الانبياء اية – 30
وقال الله تعالى :
( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير )
الروم الاية \54
فالله تعالى خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام . وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف القوي العجيب في خلقه وابداعه . وخلق الله تعالى كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب العيش والبقاء وكانما خلق الله تعالى كل الخلق وسخره لاجل هذا المخلوق- الانسان –
قال الله تعالى :
( الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين*)
سورة السجدة الاية \7.
الا انه جعل في نفسه انفة وسعة . الا انه جعل نسله من ماء مهين لكي لا يتكبر ولا يتجبر. وكلما حاول ذلك تذكر اصله ومن أي شيء خلقه الله تعالى (من ماء مهين ) فيعود الى رشده ويستقيم .
قال الله تعالى :
( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه و نفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون* )
سورة السجدة الاية \ 8 و9
.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع
.
امير البيــــــــــــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــــــدروز
***********************************
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة