دُفِنت بجوفِ دهورِنا أعمارُ
والمرءُ وسطَ ديارِهِ خطّارُ
سيزولُ ليلٌ والظلامُ ودجنةُ
سيزولُ حتمًا بعدهنَّ نهارُ
سنكونُ تحتَ ترابِها كدهورِنا
ستضمُّ ضعفَ عظامِنا أحجارُ
الدهرُ يحملُ معولًا وحديدةً
فبطرقِهِ دُرِست هناك ديارُ
فقبيحُ ما صنعت أيادينا هنا
فتوقَّدت غضبًا هناك النارُ
الذنبُ كالحطبِ المكوَّمِ ريثما
يأتي سريعًا للضرامِ شرارُ
فكما الصغارُ تأهَّبوا في رحلةٍ
لاشكّ أنَّ السابقين كبارُ
الموجُ يضربُ مايزالُ وجوهَنا
ويرومُ إغراقُ العلى استبحارُ
أكلَ النصيبَ تأخُّرٌ وتذمرٌ
وتساقطت جنبَ الأهى أقدارُ
مالم تُجد رصفَ البناءِ فإنّهُا
لم تبقَ صامدةً غدًا أسوارُ
ستدومُ نعمةٌ من دعاها خائفًا
وتٌديمُ خيرَ نعيمِها اذكارُ
شطحت يداي فما الصنيعُ بطيِّبٍ
إذ أنَّ أكثرَ ما يضرُّ صَغَارُ
أحصيتُ ما خسرت يداي وإنّني
إذ ما أسيرُ فخطوتيَّ قصارُ
أحصيتُ بعد تكوِّري كم زلةٍ
فعلمت أنَّ قليلَها أضرارُ
واثّاءَبَت كلُّ الجراحِ ونوَّمت
ألمًا لها وسطَ الجوى أوكارُ
قد أرسلت وجعًا فكانَ قليلُهُ
مثلَ الحصى وطفيفُهُ مكثارُ
وترت أمانَ سريرةٍ وتبجَّحت
عَزَفَ الشجى فتقطَّعت أوتارُ
وطفقتُ أغرسُ توبتي وأزورَها
فنمت ببابِ إنابتي أشجارُ
وبليلةِ القدرِ الغزيرةِ أجرِها
سقطت عليَّ بهزِّها أثمارُ
وتلوتُ آياتٍ جرينَ بمهجتي
واتَّمتمت حينَ الدُعا أذكارُ
ومسحتُ أتربةَ الضلالِ وأسفرت
كلُّ الحقائقِ حينَ غارَ غبارُ
صدحت تُحاكي أضلعي وتعمَّقت
ربطَ الجوارحَ بالتقى استغفارُ
في ليلةٍ يحلو القطافُ ويا لها
من ليلةٍ رُفعت بها الأسعارُ
صُبت بها الرحماتُ حتى اسرفت
فالخيرُ من ربِّ السما مدرارُ
قد أُزلفت تلك الجنانُ وقُرِّبت
بيني وبين جنانِهِ أمتارُ
فأقول ياربِّ بحقِّ محمدٍ
وبعترةٍ هم في العلى أطهارُ
فأقم إلهَ العالمين بنايتي
فالقلبُ لولا ربُّنا ينهارُ
هي ليلةٌ سبقت فضائلُها هنا
فتلألأت دررًا بها الأسحارُ
فيها سيُفرقُ كلُّ أمرٍ واردٍ
وبها ستختمُ للملا أخبارُ
هيا انهلوا منها فتلكَ علامةٌ
من ربنا كي تُقبلَ الأعذارُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة