السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقوق الإسلامية والحلقة الرابعة والثلاثون والأخيرة
وأما حق مالك : فأن لا تأخذه إلا من حله ، ولا تنفقه إلا فى وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك ، فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله .
وأما حق غريمك الذي يطالبك : فإن كنت موسرا أعطيته ، وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا .
وحق الخليط : أن لا تغره ولا تغشه و لا تخدعه وتتقي الله تبارك وتعالى في أمره .
وحق الخصم المدعى عليك : فإن كان مايدعى عليك حقا كنت شاهده على نفسك ، ولا تظلمه وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعى عليك باطلا رفقت به ولا تأت فى أمره غير الرفق ولا تسخط ربك فى أمره ولا قوة إلا بالله .
وحق خصمك الذي تدعى عليه : فإن كنت محقا فى دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا فى دعواك إتقيت الله عز وجل وتبت إليه وتركت الدعوى .
وحق المستشير : إن علمت له رأيا حسناأشرت عليه به وإن لم تكن تعلم أرشدته إلى من يعلم .
وحق المشير عليك : أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وإن وافقك حمدت الله عز وجل .
وحق المستنصح: أن تؤدي إليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة والرفق به .
وحق الناصح : أن تلين له جناحك وتصغى إليه بسمعك فإن أتى بالصواب حمدت الله عز وجل وإن لم يوفق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ولا قوة إلا بالله .
وحق الكبير : توقيره لشيبه وإجلاله لتقدمه إلى الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله ، وإن جهل عليك إحتملته وأكرمته لحق الإسلام وحرمته .
وحق الصغير : رحمته فى تعليمه والعفو عنه والستر عليه و الرفق به والمعونة له .
وحق السائل : إعطاؤه على قدر حاجته .
وحق المسئول : أنه إن أعطى فإقبل منه الشكر والمعرفه بفضله ، وإن منع فإقبل عذره .
وحق من سرك بشيء لله تعالى : أن تحمد الله عز وجل أولا ثم تشكره .
وحق من ساءك : أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر إنتصرت ، قال الله تعالى :
وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) الشورى
وحق أهل ملتك : إضمار السلامة لهم والرحمة بهم ، والرفق بمسيئهم وتآلفهم وإستصلاحهم وشكر محسنهم وكف الأذى عنهم ، وإن تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وإن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبابهم بمنزلة أخيك وعجائزهم بمنزلة أمك والصغار بمنزلة أولادك .
وحق أهل الذمة : أن تقبل منهم ما قبب الله عز وجل منهم ولا تظلمهم ما وفوا الله عز وجل بعهده .
واسأل الله عز وجل أن أكن أوفيت بالحقوق الإسلامية و تفسيرها بشكل بسيط و أن يوفقنا الله تعالى للوفاء بتلك الحقوق
لما زار سلمان رضى الله عنه أبا الدرداء ورأى عنده شيئًا من التقشف والتعبد وعدم التفاته إلى أهله نصحه وكانت قد إشتكت إليه زوجة أبي الدرداء وأنه لا حاجة له في الدنيا ، فعرف من كلامها أنه لا يلتفت إليها كما ينبغي ، فنصحه سلمان ، وأمره أن ينام مع أهله إلى آخر الليل ثم يقوم يصلي ، وأمره أن يصوم تارة ويفطر تارة ، وقال له سلمان : إن لنفسك عليك حقًا ، ولأهلك عليك حقًا ، ولضيفك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حق حقه ، ثم توجه إلى النبي صل الله عليه وسلم فأخبره سلمان و أبو الدرداء بما جرى فقال النبي صل الله عليه وسلم : صدق سلمان ، صدق سلمان
بارك الله فيكم إخواني و أخواتي الكرام و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال و صلاتنا و صيامنا و قيامنا ورزقنا صبرا جميلا وأعاننا عليه اللهم امين يارب العالمين أجمعين
كل التحية والتقدير
عزة عبدالنعيم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة