السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقوق الإسلامية والحلقة التاسعة والعشرون
حق الآباء علي الأبناء
إن البر بالآباء من أعظم القربات الي الله سبحانه وتعالى و إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ..
والخير كله في تربية الأبناء تربية صالحة على أساس من الخلق الفاضل والتوجيه السليم
وقد سبق وتحدثت عن بر الآباء بالآبناء و بر الأبناء بالآباء في حلقات العام الماضي من علمتني إبنتي بالتفصيل لذا سيكن حديثي هنا علي اهم حقوق الآباء و كذا الآبناء حتي نحاول أن نلتزم بها و ننفذها لنكن متحابين متعاونين و من المحسنين كل للآخر .
قال تعالى :
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء
وقضى هنا اي أمر و الزم و أوجب
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال : أمك.. قال : ثم من؟.. قال : أمك.. قال : ثم من؟.. قال : أمك.. قال : ثم من؟.. قال: أبوك (متفق عليه)
وهذا الحديث يدل علي أن محبة الأم ثلاثة أمثال محبة الاب و هذا لصعوبة الحمل و صعوبة الوضع و صعوبة الرضاع و التربية تنفرد بها الأم دون الاب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الاب .
وحسبي حتي تعرف درجة حنان الأم والحكمة التي بسببها فازت بثلاث أرباع البر هذه قصيدة لأحد الوعاظ الصالحين الشيخ عبدالسلام احمد سليمان من وعاظ الجمعية الشرعية بالمحلة الكبرى قال فيها :
لأمك حق لو علمت كبير ... كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي ... لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ ... فمن غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها ... ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها ... حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى ... وآه لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها ... فأنت لما تدعو إليه فقير
و عن الأب قيل :
وفيك أبوك يصبح في إهتمام ... ويمسى في هموم مع شقاء
ويطلب أن تصح له دواما ... و يرجو أن تخلد بالبقاء
وقال تعالى :
لَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) الإسراء
ومن إعجاز القرآن أن يأتي أضعف الحروف الهجائية الا وهو(الفاء) للنهي عن أن نقول للوالدين : (أف) تعبيراً عن الضيق والتأفف .
فالمولى عز وجل نهانا عن الأضعف فما بالك بالقوي والأقوى؟!!
علموها لأبناء جيلنا ليحذروا الوقوع في مستنقع العقوق دون علم .
وقال بعض التابعين : من دعا لوالديه خمس مرات فقد أدى حقهما في الدعاء لان الله تعالى قال :
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)لقمان
فالشكر أن يدعو لهما بالرحمة
( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
والدعاء لهما و التصدق عنهما بعد موتهما هو بر بهم
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
كل التحية
عزة عبدالنعيم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة