السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقوق الإسلامية والحلقة الثالثة والثلاثون
وأما حق ولدك : فأن تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وانك مسئول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته فأعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان إليه ، معاقب على الإساءة إليه .
وأما حق أخيك : فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ، ولا عدة للظلم بخلق الله ، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له حتي يطيع الله فيما أمر به .
وأما حق مولاك المنعم عليك : فأن تعلم انه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها فأطلقك من أسر الملكية وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك ، وتعلم أنه أولى الخلق بك فى حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج إليه منك ولا قوة الا بالله .
وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه : فأن تعلم أن الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا من النار وأن ثوابك فى العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك ، وفى الآجل الجنة .
وأما حق ذي المعروف عليك : فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانيه وإن قدرت على مكافأته يوما كافيته .
وأما حق المؤذن : فأن تعلم انه مذكر لك ربك عز وجل وداع لك الى حظك وعونك على قضاء قضاء فرض الله عز وجل عليم فأشكره على ذلك شكرك للمحسن عليك .
وأما حق إمامك فى الصلاة : فأن تعلم انه يقلد السفارة فيما بينك و بين ربك عز وجل ، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ، ودعا لك ولم تدعو له ، وكفاك هول المقام بين يدي الله عز وجل ، فإن كان نقص كان به دونك ، وإن كان تمام كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل وحفظ نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك .
وأما حق جليسك : فأن تلين له جانبك وتنصفه فى مجاراة اللفظ ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك ، وتنسى ذلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلا خيرا .
وأما حق جارك : فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ولا تتبع عورته ، فإن علمت عليه سوءا سترته عليه وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتُقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة الا بالله .
وأما حق الصاحب : فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فإن سبق كافأته ، وتوده كما يودك ، وتزجره عما يهم به من معصية الله ، وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله .
وأما حق الشريك : فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ، ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه من ماله ولا تخونه فيما عز او هان من أمره فإن يد الله عز وجل مع الشريفين مالم يتخاونا ولا قوة إلا بالله .
ونستكمل باقى الحقوق الإسلامية في حلقة أخيرة في الغد بأمر الله
كل التحية
عزة عبدالنعيم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة