طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
عليكِ أن تدركي جيّدا ما تفعلين !!! استمعي جيّدا لصوت الإحساس داخلك ..فلتكن الأوتار داخلك امتدادا لأوتار قيثارتك ..
تعوّدت أن تعتلي المنصة بكل شجاعة ...اعتادت تصفيقهم لإجادتها العزف ...أن تبحر داخل كل مسامات الوجود وأن تغني ألحانك وتهبها للشمس ..للنجوم ..لغيوم السماء ..لأولئك البائسين الّذين يقتاتون أوجاعهم بكل قوّة ..
يحتل ذاكرتها أول لحن جربت عزفه في هذا الكون ..لم تكن قادرة على جمل قيثارتها !!! فوجئت به يقترب كفارس مغوار ابتسامته ملأى بالأقحوان ثمّة لحن قادم ستسمعه كل موجودات الحياة ..تعال لأخبرك عن أحلام كثيرة تانم كل ليلة بين مقلتي ..كانت ابتسامتها تشبه ابتسامة خروف العيد الّذي يهلل لضحكات الأطفال الفرحين بذبحه !!! لم تكن تدرك أنّ نصله بهذه القساوة ..كان أول لحن أجبرتها الأيّام مرغمةً على تغيير نوتته الموسيقية !!!
هو الزمن بقواعده الغريبة ..لاتتوقف ألحانه عن ملء الأصداء ...أشدذ ما يؤلمها تلك الدمعة الّتي كثيرا ما أُجهِضت قبل أن تبصر الوجود
وكان اللحن الثاني بداية لتغير جديد في مسيلاة حياتها ..أن يقتحم من تخافه حصونك دون رحمة ويدكها فوق رأسك !!! وأن تبصر ارتجافة نشوة تملأ جسده وعيونك معلقة في الفضاء تحاول لملمة ما تبقى منك ..كان اللحن مرعبا هذه المرة فيه الكثير من المفاجآت ...
الغريب أنّها رغم كل ما يحدث حولها مازالت تمسك قيثارتها بكل ضراوة وتبتسم لأوتارها وتقسم لها أنّها ستصل بها إلى الخلود !!!
ويأتين ذلك الملجن الماهر الّذي يعطي لأوتار روحها فرصة للتوقف عن النزيف ...بهدوء مبالغ فيه يمسك بيدها ..تحاول روحها الثائرة الهدوء تخاف من تلك الرجفة أن تسري في جسدها ثانية وفي غفلة من لحظات الزمن تعترف بعجزها ويعترف بقوته ..زتعزف قيثارتها اللحن وعيونها غائبة في متاهات الفضاء ..كان الوتر قاسيا هذه المرة يلفه النشاز ..أدركت ذلك متأخرة
حاولت الانعتاق ..كانت تحتاج دائما لوقفة مع الوجود ..لعيون بحثت عنها كثيرا في كل الاتجاهات ..
كثر العازفون حولها ...روحها تتقطع ...يشدون الأوتار بقساوة ..أيديهم ملوّثة بكل الأوساخ التي تملأ قلوبهم ..وروحها متعبة .. تتناقل أياديهم قيثارتها ..كل يضيف لذات اللحن من فيض جنونه وأنانيته وهي مازالت كستارة معلّقة فوق نافذة مهملة ترتجي يدا تعيد لها بريقها من جديد ..
تفلت من أيديهم ..تراه هناك واقفا يبتسم ..كان وجهه صافيا كصفاء السماء في ليلة مقمرة ..اقترب منها .ز.بعد كل الأيادي عن قيثارتها ..أجلسها بهدوء ليسمع لحنا كان في حاجة لسماعه !!! توالت الألحان ..في كل شهقة وزفرة في كل نفس يخرج من جسد الكون ..كان معه لحنا تمنت أن يكتب له الخلود !!!
اكتشفت بعد مدة قصيرة أنّه ضعيف رغم قوته لم يستطع الصمود أمام الأعاصير الّتي مزقت القيثارة ونثرت الألحان في كل مكان !!! لملمت بقايا ألم يعتصرها ..تداخلت كل معزوفاتها داخل رأسها ..بدا رأسها الصغير كبيرا جدا !!!
ماهكذا تعزف التقاسيم ياصغيرتي !!! عليك الاعتراف أنّك أجدت قيثارتك بكثرة وثوقك بالعازفين !!! اهدئي قليلا أخفي كل ما اعترى آلتك من جراح ..انهضي ... ثمّة عازف قديم ماهر يجيد العزف ..عليك أن تستسلمي لأصابعه
كانت مغيّبة كل من حولها يقنعها أنّه الأمهر على الإطلاق وبأنّه سيعتق روحها لتحلق بعيدا ومعه فقط ستستمر كل المعزوفات ..وحدث أن جربت أن تفرح ..أن تعزف ولو لمرة واحدة لحن فرح ربما يكون الأخير ..ربّما يكون الأول .زلم تكن تهتم كثيرا بالترتيب !!! كل ما يهمها أن تكون تقاسيمهما هذه المرة مفرحة ولأنّها وقيثارتها استمرأتا الغباء كان من السهل جدا أن يسرق كل ما اجتهدت في عزفه ..أن يسرق كل تلك الأزاهير الّتي حملتها بمنتهى الطيبة إليه !!!
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية
للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
- من أنت ياأسطورة عصرك ؟؟ في جعبتك ألحان كثيرة ؟؟
أنا تلك الشبابة الّتي ستعزف على قيثارتك لحنا لن يتكرر .. ولكنّي متعبة !!!
لن يطلب منك سوى الإيمان بقدرتي على مشاركتك العزف مهما كان اللحن صعبا !!!
وآمنت بقدرته وبكل ثقة أودعته ما تبقى من قيثارة أنهكتها يد العازفين ... أقسم لها أنّه سيعيد الهدوء لقيثارتها ...لروحها ..واستسلمت لنداء القدر ..حاولت قيثارتها منعها من عزف ذلك اللحن الّذي حلمت به كثيرا !!!
قطعت كل أوتار قيثارتها القديمة ...استبدلتها بأوتار جديدة اعتقدت أنّها الأقوى ...أيام قليلة بدأت تدرك فداحة مافعلته .. لم يكن من السهل أن تعترف أنّها هزمت للمرة الهذيان ...وأنّ شبابته لا تملك لحنا يعزف من الأساس ... وأنّ لحنها لم تكتب له الحياة !!!
الآن وبعد كل تلك المحاولات تقترب بحذر من قيثارتها تهبها كل حنان الوجود تعدها وهي تذرف كل دموع الكون لاعليك ياقيثارتي سنكون بخير !!!
أعدك لن تمتد يد عازف إليك بعد اليوم ...لن أسمح لأيديهم بتقطيع أوتارك ثانية ...أعدك أن أعزف معك ولأجلك فقط ذاك اللجن المنتظر !!!
كانت مرهقة أكثر من قيثارتها ... نامت على خدود القدر ... احتضنت قيثارتها وبدأت العزف !!!
سنكون في مأمن هذه المرة ...أعدك ... وتوالت الألحان ......
16 / 4/ 2022
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة