دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

فاطمة امزيل سفيرة المحبة تكتب : معنى أن تكون متقاعدا

 

*رسالة موجهة إلى أعضاء لجنة الحوار الاجتماعي الأخير.


مساءلة الحوار الاجتماعي الأخير، الذي همش المتقاعدين، واعتبر أنه لا وجود لهم، متناسيا أنهم تركوا في مقرات أعمالهم، قلوبهم ودماءهم وزهرات أعمارهم، وأنهم قاموا بالكثير، الذي مكن أعضاء لجنة الحوار الإجتماعي من القليل. هذا القليل الذي لم يتطلب منهم مجهودا ولا دراسة ولا تفكير، والذي جعلهم لا يفهمون معنى أن تكون متقاعدا، وجعلهم ينكرون جهاد هؤلاء المتقاعدين وكفاحهم.
ما معنى أن تكون متقاعدا، سواء كان التقاعد كاملا أم نسبيا أم لأسباب صحية !؟
أيها السادة، أعيدوا النظر في خريطة اهتماماتكم، وأولويات قراراتكم.
يعني ذلك أنك أنهكت كل قواك، ووهبت جزء من حياتك في خدمة الوطن وبناء أعمدته، وكونت رجالا ونساء وأنت تجتهد وتجهد نفسك لتزرع فيهم مجموعة من القيم والمبادئ التي تصنع منهم مرتكزا وسندا قويا يمكن الاعتماد عليه قلبا وقالبا.
يعني أنك كنت تموت في اللحظة، وفي الساعة، وفي اليوم، وفي السنة، ليحيا الوطن. كنت تبخس مستقبلك وحياتك أمام غلاء مستقبل وحياة الوطن، ومن أجل الرقي بالمجتمع المدني، وتنظيم شعب واع يحسن التفكير والتدبير، ويسير على وثيرة الأمجاد المشرفة.
يعني أنك تعطي كل مالديك، وتبحث وتدرس باستمرار ليكون ما تقدمه مناسبا وموافقا ومواكبا لتغيرات العصور، وموجبات الحياة التي في تطور دائم.
نحن المتقاعدون، نتأسف كثيرا لأن من في أيديهم السلطة، الذين يدبرون لنا التوظيف، والذين يدبرون لنا الأجور، والذين يدبرون لنا التقاعد بكل مقوماته، ينسون أن رجل التعليم، أو أي موظف أو عامل متقاعد، كان هو الأساس لبناء المجتمعات والأوطان. ينسون أن المتقاعدين هم أحق بالشكر والتكريم، فما وصلوا مرحلة التقاعد في أي حالة من حالاته، إلا بعد أن أبلوا البلاء الحسن، ونفدت طاقتهم، وخفتت شعلة حياتهم المتأججة بعد أن كانت في أوجها. أحرى أن يكون الاعتراف والامتنان لهؤلاء بإيفائهم حقوقهم كاملة ليتمكنوا من العيش الكريم والحفاظ على وثيرة الحياة التي ألفوها، والتي يستحقونها. أليس الله سبحانه وتعالى يكرم الإنسان، ويؤتي كل عامل أجره ؟.
عار على أمة أن تتنكر لخدمات رجالها ونسائها، وتغض الطرف عما قاموا به خدمة للوطن وللمواطنين. كرموا شيوخكم ومتقاعديكم وامنحوهم ما يستحقون. كيف لمتقاعد لديه مسؤوليات وعليه ديون، الحياة تطالبه بالمأكل والمشرب والعلاج، وهو في حاجة إلى الاستجمام والترفيه عن نفسه بعد سنين العمل المتعبة. هل تؤمن ن حقا أن راتبه الأبتر سيكفيه لمعاشه؟ الحقيقة، لن يكفيه، ولن يتمكن من اتمام مسار حياته بذلك الراتب الهزيل. لن يكفيه لدفع الأقساط الشهرية، فكيف للعيش والتطبيب و.. و.. .
حين نتقاعد، نجد أنفسنا ضمن لائحة تقصينا وتقسو علينا. نجد أنفسنا محكوما علينا بالموت البطيء. نجد أنفسنا، بعد أن تم الاستغناء علينا، في الهامش، وربما تحت السطر الأحمر. وقد نجد أنفسنا في عالم النسيان، إذ لا يذكر لنا اسم سوى رقم في لائحة المتقاعدين، فإذا كان هناك أي تحسين للوضعيات، أو استفادة للموظفين، تغمض دوننا الجفون والعقول والقلوب، وتوضع في ساحاتنا الأقلام، بل تنحى بعد خط اللاوجود، والحوار الإجتماعي الأخير أثبت ذلك.
أتمنى أن ينطلق السهم من الوتر، وأن يصيب هدفه الإنساني والاجتماعي.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع