ًوقف أمامها شاردا، يتأملها بلهفة، ثارت داخله مشاعر وغرائز ساكنة، اشتعل قلبه وكيانه وجدا، لاحت أمام عينيه أيام زواجه الأولى، تجلت الحياة في أبهى صورها، شيئًا فشيئًا فترت العلاقة بينهما، انطفأت نيران رغبته، وتسرب الملل إلى حياته، انهمك في العمـل، يقضي فيه جل وقته، انصرف عنها، نشأت بينهما حواجز منيعة.
لفتت انتباهه فتاة رقيقة تم نقلها إلى الإدارة التي يعمل بها، بدت أمام عينيه كزهرة يانعة، لم تمتد إليها الأيادي فتلوثها، ظل يتابع حركاتها وسكناتها، تعلق قلبه بها، اشتعلت مشاعره من جديد.
سكنت فتاته أغوار قلبه، سلبت عقله وروحه، نحتت صورتها بداخله، وعلى غير عادته حضر إلى العمل مبكرًا، طافت نظراته بحثًا عنها، وحينما لمحها سكن فؤاده، وهدأت مشاعر قلبه الثائرة، أضاءت ابتسامتها الماكرة الحياة في عينيه، جذبته بقوامها الممشوق والنابض بالحيوية.
تسلل إلى قلبه الإحساس برغبتها وميلها إليه، حاول اقتحام
عالمها الساحر، ولكنها لاذت بالهرب، فازداد وجده وولعه بها،
اصطنع حيلته للإيقاع بها في شباكه، تقدم منها وبثها شوقه،
بادلته نفس الأحاسيس المشتعلة، شاركته سعادته اللانهائية، عاد إلى منزله هائمًا في سمائها، أثارت هيئته ظنون زوجته، عمدت إلى اكتشاف اللغز، بدهائه سكب مياه باردة على نيران حيرتها، أحاطته بعنايتها ومشاعرها الحانية، التفت إليها في شوق وضمها إلى صدره.
.jpg)
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة