دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

مصباح يخيل إليه أنه القمر بقلم /نبيلة محمود ابراهيم




كان لنا بيت بسيط قديم تفوح منه رائحة الحياه، وعبق العصور، وكأنه انسان يظهر عليه تجاعيد الدهر ،وعلامات الزمان، وكان جدي معتاد الجلوس أمامه عصرا ،حتى يأتي الغروب فيقابله من نافذة غرفته الخضراء، المطله على الحقول كان بغرفته مصباح نيون  مستدير يطلق عليه الكعكه، اما انا فكنت اسميه قمر صغير، كان يجلس قرب قمري يعد خطبة الجمعه التي سيلقيها ويجهز عطره وجلبابه الأبيض المتلون بلون  القمر كنت شغوفه بالكتب خاصة القديمه وكان لغرفة جدي قدسيه ومنزله ورهبه كان الجميع يعتقد أن هذه الرهبه بسبب وجود جدي

 الا اني دخلتها وهو خارجها  كعادتي وقت الصلاه فتذوقت نفس القدسيه والرهبه فتاكدت ان هذه المنزله لوجود الكتب ذات الرائحه المميزه ومن وقتها وانا أقدس الكتب 

واعشق عطرها  حتى ادمنت تلك الرائحه وذلك المكان وكعادة الإدمان على شيء واحتياج المدمن كنت احتاج جرعه  من عطر الكتب القديم ولم اجد فكنت استرق الوقت لقراءة أحد الكنوز المخبأه تحت السرير بوقت الصلاه  فكنت اجلس أقرأها بالظلام  

حتى سمح لي جدي باستعارة كتبه وكان هذا شعور خارق  وسنوات قليله ومات جدي ولم يبقى منه إلا القيم التي زرعها فينا وقمره  الصغير وبعض الكتب التى وزعت على مكتبات المساجد 

فكنت اتخيل كتبه أنها نجوم سقطت على الأرض وانتشر النور في صدور من قرأ 

انما الغريب أن القمر الصغير انطفأ حزنا وكأنه حبيب مفارق حبيبه أو عاشق مزقه الحنين

مرت  السنوات وبقيت قدسية الكتب داخلي حتى بعد رحيل جدي  كنت أداوي بالكتب حزن القمر الصغير وأستعين  بنوره على ظلمات النفس 

ربما استبدلنا  القمر الصغير بقمر السماء الكبير  ولكن يبقى لكل منا قمر ينير حياته إذا غاب عنه سينطفيء  

سيموت شيء ما بداخله 

معلنا حاله تشبه الموت الاكلينيكي لكنه موت نفسي جزئي من شدة الم سكراته والمه تتمنى لو كان موت مكتمل لكننا بشر نحيا على الأرض وطبع الأرض والبشر قبول الاشياء الناقصه   

ظللت أداوي مواجعي بلمس الكتب  واستنشاق عبيرها الاثري   والسفر بين سطورها 

كانت تقدم الي هدايا جميله وأشخاص رائعين 

تمكنت من السفر بالزمان وطي المكان 

حتى عرفت الصحابه وقابلتهم بين السطور وقادة الدول كانت الكتب كريمه بعطائي 

ظللت اكبر وتمر السنوات حتى تمكنت من لمس القمر اخيرا  نعم  اليوم  كبرت انا 

وظل القمر صغير لمسته على جدار غرفة جدي المقدسه انبهرت به أكثر واكثر 

لا اعلم هل القمر بالسماء ام بداخلى 

ربما كان  بداخلي 

 رحل كل شيء إلا ذلك الحنين الساكن خلف اضلعي  إلى البراءه والطفوله والى سنوات كانت الاحلام فيها صغيره فقط برهه من الوقت بين كتب جدي وقمري الصغير 

 كنت أشعر أني  حزت العالم ومافيه

أيقنت أننا بمرور السنوات نحتاج

 إلى اقمار ولكن لتعيش فينا وداخلنا وليس بالسماء فذلك الظلام أشد من ظلام الدنيا ربما يكون القمر انسان أو طفل او حتى آيه من القرآن أو تسبيحه أو ورده تاتيك صدفه أو بعض كلمات دعم في موقف صعب 

فسجدت سائله ربي اقمار كثيره لي ولكل الانسانيه فرغم اني كبرت  فمازال داخلي تلك  الطفله عاشقة القمر والكتب

 ولكن يبقى داخلي حزن لانطفائي

 انا والقمر

 كنت أشعر بشعور   طير مقصوص الاجنحه ممزق الروح

حبيس قفص  احن الى حريتي ولكن أن خرجت من سجني للحريه أو  حصلت  عليها فسأموت جوعا لا اعلم هل اخترت الموت ام اني سعيت إليه 

 ولكن يبقى داخلي حزن لانطفائي

 انا والقمر

 كنت أشعر بشعور   طير مقصوص الاجنحه ممزق الروح

حبيس قفص  احن الى حريتي ولكن أن خرجت من سجني للحريه أو  حصلت  عليها فسأموت جوعا لا اعلم هل اخترت الموت ام اني سعيت إليه 

 انا وماذا قدمت الانسانيه هل قمر ام انني مجرد مصباح يخيل إليه أنه القمر 



عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع