سيد حميد يكتب / * خطابُ فضائل*

دُفنت بأرضِ الصالحاتِ فضائلُ

وَنَمَت مكانَ الطيباتِ رذائلُ

لم تبقَ أبنيةُ النقاءِ ولم تدم 

فتهدَّمت للصالحاتِ منازلُ

وتربَّعت عرشَ الحياةِ مفاسدٌ

وقضى بحكمِ الجاهلينَ الباطلُ

أينَ العفافُ فقد نراه مُمزقًا 

بل ثوبُهُ ثوبٌ عليه هلاهلُ

أينَ الأناةُ وثَمَّ صبرٌ راسخٌ

ليُعيبَ صبرَ المرسلينَ الفاشلُ

العهدُ والناموسُ والشرفُ الذي 

قد زانَنا في الأرضِ لا يتناسلُ

وُئدَ الوفاءُ بغيرِ ذنبٍ قتلُهُ 

فيهيلَ عجزَ اليائسين الجاهلُ

قُتلت مكارمُنا التي نعلو بها

ويسيرُ في تشيعهنَّ القاتلُ

أينَ السماحةُ والتساهلُ والوفا

أينَ الذي في الحقِّ لا يتساهلُ

كَثُرَ البغاءُ وزادَ في بُغيانِهِ 

ومن السماءِ عذابُ ربّي نازلُ

وسرى الجنونُ فما يزالُ يخوطُنا 

صُرعَ الحكيمُ وجنَّ حتى العاقلُ

اوقِد هنا بعضَ الشموعِ فقد ذوت 

من كثرِ جائحةِ الذنوبِ شمائلُ

أقعى بنا الشيطانُ أسقطَ نجمَنا 

سُحقًا له ليموتَ هذا السافلُ

أيتامُنا قُتلوا بسهمٍ ناعمٍ

ونعت على آلامهِنَّ أراملُ

ومصائدٌ للمكرِ تُنصبُ غيلةً

وعلى طرائقِنا تُحاكُ حبائلُ

نحو التهتُّكِ سارعت ركبانُنا 

وسرت إليه قوافلٌ وقوافلُ

مالي أرى بحرَ الخطايا صاخبًا

فالإثمُ فيه على البذاءةِ كاملُ

تهوى بغيهبِها هوانمُ معشرٍ

ويظلُّ في شمسِ الحرورِ الغافلُ

اوقِد على نبذِ الخطايا غيرةً

فالليلُ يُقتلُ إن رمتهُ مشاعلُ

واحزم لها قلبًا تشرَّبَ عزَّةً

ولينظروا ما أنتَ فيهم فاعلُ

واقلع جذورَ البغي دونَ هوادةٍ

ليجنَّ مِن وطئ السنابكِ باطلُ

اكسر عرى كلَّ المفاسدِ وانتخِ 

لتبيدَ اصرحةَ الطغاةِ معاولُ

.

نشبَ الخصامُ إذا تعاركَ ظفرُهُ

في الحربِ يُغلبُ لو تحدّى باسلُ

لا القيدُ ينبغي أن يصدَّ عزيمةً

ستٌفلُّ من رصِّ الصفوفِ سلاسلُ

نكثَ العقوقُ إذا علمتَ عهودَهُ

لا الوالدانِ ولا البنونَ تناضلُ

أغرى بنا حيثُ العداوةُ والأذى 

وبه فما حُلَّت بذاكَ مسائلُ

البِرُّ عُهدةُ خيِّرٍ وأمانةٌ

لولاهُ عامودُ الفضائلِ مائلُ

هذا الوقارُ إذا زرعتَ فإنَّه

جنّاتُ عدنٍ زينتهُ خمائلُ

لابدَّ للعيشِ الكريمِ لحيّزٍ

من ألفةٍ ليعمَّ فيه تكافلُ

بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق