محمود عبدالمتجلى عبدالله محمد : الحلقة الثالثة (الى بيت المقدس)

_________________________

لمن يريد ان يخطو الى بيت المقدس لابد ان يستعد لذلك الخطب الجلل لانه سيواجه قلوب صلبة اقسى من الحجر قلوب لاتعرف الرحمة ابدا فهم قتلة مجرمون وانك ايها المسلم ستواجه العالم وقوته الغاشمة المفرطه ولذلك لابد ان تكون مستعدا لذلك واى استعداد وكيف اعد الله رسوله لمواجهة العالم باسره وهو وحيدا فريدا كيف رباه وكيف علمة لقد اختص المولى عز وجل بتربية حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم فمات ابوه وهو فى بطن امه وماتت امه وهو طفل ومات جده وهو صغير وحين بلغ اشده من عمر الرساله انزل عليه اول اية (اقراء)ليخبره باهمية العلم ثم قال له( ياأيهاالمزمل قم الليل الا قليلا )وكان عليه قيام الليل واجب وفرض ليعد نفسه ويعودها على الطاعة فان صبرت على ذلك فسوف تتحمل ماتلاقيه فى سبيل الله فلابد لمن اراد ان يقوم مقام العمل لدين الله واقامة امة ان يعد نفسه بذلك كما فعل رسول الله فعل الصحابة من بعده لانه لايقيم هذا الدين الارجال تربوا على طاعة ربهم وعلى العبودية الحقة لله عز وجل فلابد من معية الله معه فى كل احواله فى ليله ونهاره وكان صلاح الدين الايوبى يمر على مخيمات الجنود فان وجدهم نيام لايصلون القيام يقول نخشى ان نؤتى من قبلكم ويمر على جنوده يوقظهم لصلاة قيام الليل فيتقربوا لله بعبادته فيكون معهم ويؤيدهم فمن كان الله معه فمن عليه فنحن لانقاتل هؤلاء بعدد ولاعدة ولكننا تقاتلهم بتلك العقيدة وهذا الدين الذى اكرمنا الله به

فلن يحرر الاقصى شباب لايقدرون الله حق قدره ويسهرون بين الرقص والسكر والعربدة او شباب القوميات والوطنيات الزائفه او شباب البنطال الهابط ولكن ينصر هذا الدين ويحرر تلك المقدسات رجال يسجدون لله خوفا ورهبا وحبا ورجاء ان يتقبلهم ويقربهم ويصطفيهم لينالوا رضوانه وقربه ونصره 

يبذلون الغالى والنفيس فى سبيل اقامة شرعه وخلافتهم الضائعة ودولتهم التى زالت والتى كانت لاتغرب عنها الشمس فانكم مكلفون باكثر واكبر من تحرير القدس ولكنكم مطالبون بعودة الخلافة فى الانداس وفى تركيا وفى كل ارض رفع فيها الاذان ان تعود لنا مطالبون لبناء حضارة عظمى يتمناها الشرق والغرب مطالبون بارساء الحق والعدل فى كل المجتمعات ليرى العالم نور الله وهداية التوحيد بعيدا عن ضلال الباطل وعقيدة التثليث الملوثة وعبادة غير الله وعبادة البقر والصليب والاهواء 

نعم كل ذلك هدفنا ولن يحققه اى رجال الا اذا كانوا مؤهلين لذلك تربوا على طاعة الله عرفوا فى التذلل لله العزة والكرامة فرسان بالنهار رهبان بالليل (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)

_______________________________________

بقلم/محمودعبدالمتجلى عبد الله.