من ديواني.. بوح الروح..
أثناء تجوالي في حديقة البِدَع بالدوحة، رأيتها أمامي، وكان ما كان!
جمال.. وأي جمال!
إعتقدت للوهلة الاولى أنها حورية قفزت بالبرشوت، او نزلت من طبق طائر إلى الأرض.
أما هي.. فاعتقدت أنني بستاني، يقوم بواجبه بخدمة الحديقة....
قالت:_
أيها البستاني.. يا عالي الجناب..
أستميحك عذراً، نعم يحق لك العتاب..
لقد سَرَقَت عيوني من حديقتك من الأعشاب..
لون الإخضرار...
قلت:
_لا ضرر ولا ضرار..
فلولا نظرات عيونك لَشاب...
إخضرار ورق الأعشاب... إصفرار..
ولولا سهام رموشك.. لَغاب...
عن ورودي الزهر والنوار..
قالت:_
ايضاً... لقد أصبغتُ من ثمرك من العناب...
لشفتي..... حمرة... وخضاب...
قلت:_
بل إحمر الزفزوف.. حيث جمالك له من أناب..
بسكرة منك من ... لمىً ورضاب...
وخمرة من......... حمى شهد ثغرك المنساب...
قالت:_
لقد أفسدت ورودَك. لم أحسب لها حساب..
حيث راحت تنحني على الأجناب.. باحتداب..
قلت:_
من ورودِك عندي..
إلتهب الورد، وهاج شبقاً نديّا..
ومن جمالك الندّي..
أثار في عبق الزهر، لهيباً شهيْا..
فماج واهتز النبت، منتشياً حفيْا...
فأثقله جمالك، وما بك من إنبهار...
فانحنى على الجناب...
ليقدم لك الإعتذار...
قالت:_
انا مجرد غيمة عابرة وضباب...
وموجة من سحاب...
غياب، ثم سراب..
قلت:_
الأرض عطشى شراب..
وأنت لها مُذق جُلاّب..
قالت:_
أنا مثل الورد فصل ربيع، خريفاً قاحل..
قلت:_
نعم.. كل ورد مع الأيام، سيكون ذابل..
ولكل مرحلة عمر راحل...
لكنك انت بالذات ربيع دائم لكل المراحل..
قالت:-_
سيقتلني العمر والدجى..
لأن جمالي به سيختفي ولا يرتجى..
ويروح آفل...
قلت:_
بالدجى مع القمر، تتحولين إلى ندى..
ينساب على خدود الورد نوازل..
قالت:_
أنا سنبلة مصيري آيل..
ستهوي حباتي..
يوما ما.. بالجداول...
فالزمن لا يرحم حياتي..
فسيكون مماتي..
من نحر المناجل..
بشعر الجدائل..
قلت:_
هيهات... هيهات..
سيأتي يوماً تقولين:_إمتلأت البيداء مني سنابل..
وستكون ألحاناً على حناجر البلابل والعنادل..
.
قالت:_
سأتركك لتزرع البستان، عشقاً.. ومشاتل..
قلت:_
انت من زرع الوجدان شوقاً... ووابل...
من قنابل..
في تلك اللحظة أصدقائي...الأفاضل..
تمنيتها عشتار، وأنا تموز..ورحنا لنتجول في مملكة بابل..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة