دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عبد الفتاح حموده أين أنا..؟

*أصعب مافي حياه أي إنسان أن تكون حياته كلها لغيره كأنه خلق خصيصا له.. طبيعه الإنسان لاتتحمل ذلك مهما كانت منزله الغير عنده فأنه بذلك سوف يفقد الإحساس بقيمته وينعدم عنده الإحساس بالحياه فتصبح حياته كالآله التي تتحرك في صمت بلا أي حس أو شعور..!

هكذا عشت حياتي منذ الصغر فنسيت نفسي تماما.. وكلما أشرقت شمس الصباح تلقيت التوجيهات أن أفعل كذا وكذا فأضطر  للإنتقال هنا وهناك لمراجعة الجهات الحكوميه وغيرها لإنهاء كافه الأمور الخاصه بوالدي ووالدتي ليس هذا فحسب حتي أشقائي العاملين  بالخارج.

فاذا فرغت أعود للبيت جثه هامده.. وتؤلمني  قدماي.. وأشعر بصداع شديد ورغم ذلك أجد أعمال البيت في انتظاري لايقوم بها غيري من نظافه.. غسيل..وأعداد الوجبات الغذائية اليوميه.. الخ.

وسط هذه المعاناه اليوميه نسيت أني فتاه لها أن تحلم كغيرها من الفتايات بأن يكون لها مملكه خاصه تضمهاهي وزوجها..!

وربما لأني الفتاه الوحيده عند أمي قديكون لها الحق في الإعتماد علئ ولكن ليس بالشكل الذي أفقد قيمه نفسي.. وقد أعيب علي نفسي أنه - أحيانا-تأن نفسي  وتضطرب من أحكام القيد عليها فأجد نفسي قد صرخت في وجه أمي بكل انفعال:

أين أنا ياأماه...؟

*فتاه طالت مده خطبتها لأحد الشباب لمده تزيد عن عشر سنوات لم يشغلها هذا الأمر في مقابل أن تبذل كل ما في وسعها لتقف إلى جوار خطيبها في مرض أمه بالجهد والمال لدرجه أنها توقفت عن أي شراء لها وكانت تكتفي بأن ترتدي ملابس شقيقتها إلى أن توفيت أمه ولما سألته:

أين أنا ...؟

نظر إليها في غايه السخريه وقال:أاتزوج من فتاه بهذا الشكل..!

*امرأه تفرغت لتربيه أبنها الوحيد منذ أن توفي زوجها وأعرضت عن فكره الزواج رغم أنها كانت لاتزال في ريعان شبابها فبذلت كل جهدها لدرجه أنها كانت تتنقل من بيت لآخر لخدمه أهلها لتوفير كل إحتياجات أبنها .

لم يشغلها نفسها في أي شئ وكان يكفيها بضعه لقيمات تتناولها حتي تتمكن من مواصله جهدهاحتي وهنت صحتها ولما حصل أبنهاعلي شهادته العليا والتحق بمنصب مناسب وقبل أن تسأله :

أين أنا .؟

طردها من البيت شر طرد..!

*منذ أن توفيت زوجته تفرغ تماما لتربيه أبناءه الصغار فبذل كل مافي وسعه لتوفير سبل الراحه لهم.. والحرص علي تربيتهم تربيه طيبه.. كان يعمل ليل نهار لتلبيه كافه احتياجاتهم حتي تزوجوا.. ومن يومها لم يعد أي واحد منهم يسأل عنه ولو هاتفيا..!

وجلس الرجل يتساءل بينه وبين نفسه :أين أنا ..؟

قيل أنه مات في شقته ولم ينتبه إلى موته إلا الجيران عندما تعفنت جثته ولم تعد تطاق رائحتها..! 

مع تحياتي

عبدالفتاح حموده


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع