لا راحا ولا رواح
جئت الدنيا من الراح ونشدت فيها الرواح
فوجدت الدنيا كفاحا وهيهات اجد انشراح
نظرت الدنيا عن كثب ببصيص امل وتمني
وبقي التمني تمني وما من بصيص أمل لاح
وضباب كان يسد الافق من قرب وعن بعد
وكأن وجه الدنيا حجب عن الانظار بوشاح
ناديتها وناجيتها ان اوقفي سير عجلاتك
وارني وجهك سافرا شارقا كضحى وضاح
فالتفتت الي مسافرة وقالت هيت لك
الحقني والتحق بي فانا كسيرة الجناح
اني مسافرة من مشرق لمغرب على عجل
فادركني ما ان استطعت فبمسيرتي الفلاح
فقلت لها اما من احد لحق بك وأدركك
قالت ان بذلك من طلاسم لغزي الفضاح
فاسأل السلف ان كان قد تداركني من احد
وان أردت فالتحق بي ولا تبالي بافراح ونواح
فانا الدنيا دنياك ودنيا من قصى ومن دنى
فالقاصي عني والداني مني بميزاني أشباح
انا الدنيا ماجدة الوجود بموجود وجودي
جدت على الغابر والحاضر بصراط الصلاح
واني لن اتوقف عن مسيري الا بإذن ربي
ويومئذ لن يكون هناك مساءا ولا صباح
فصعدت على متنها ورنحتني على شاكلتها
وما لبثت الا ان رمتني قتيلا بدم مستباح
وتلك هي الدنيا يا من سرت لحاقا بها
ما ادركتها راحا ولا رواحا وما بها انشراح
فلعبة الدنيا في علبة صماء لا مفتاح لها
يا من كنت علبة بها الاهواء والهوى النضاح
لحقت بك يا دنيا وما كنت اتداركك ابدا
فمسرع الخطى لا يدرك ولا يتدارك الرياح
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري : مصطفى أمارة
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة