دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

العقل ما له وما عليه بقلم / محمد توفيق ممدوح الرفاعي



العقل ذلك السر البديع السهل الممتنع الموجود غير المحسوس وغير المرئي بالحواس المدرك بالفكر والمحاججة والابتكار الموهوب منة من الله مع الذكاء للبشر وحجته عليهم تقديرا ورفعة عن بقية المخلوقات فأين هذا العقل وأين مقامه ومستقرة أهو في ذلك الدماغ المستقر في أعلى ومقدمة الرأس المحصن داخل الجمجمة ؟ نعم هو موجود فيه والمسلم به علميا يعمل جنبا إلى جنب مع آلاف الوظائف المكلف بها الدماغ التي تختص في إدارة في جسم الإنسان الحسية والحركية الإرادية واللاإرادية وعلى الرغم من الآراء المتناقضة حول مكان وجوده ومستودعه ومستقره ومقداره وتناسبه مع الذكاء المتلازم معه وطريقة عمله بين علماء الأحياء والتشريح والفلاسفة من جهة وبين رجال الدين من جهة أخرى ولكل منهم دليله وبرهانه حول مكان مستودعه ومستقرة وهذه جدلية مستمرة منذ القدم وحتى الآن ومقداره وتناسبه مع الذكاء المتلازم معه ولكل دليله وحجته وبرهانه ولكننا نؤكد جازمين بوجود العقل والذكاء أيا كان مكان وجوده , فالعقل بشقيه الظاهر الواعي والباطن اللاواعي هو مستودع الفكر وتقع تحت سيطرته كل المخزونات المعرفية المكتسبة والفطرية والمستقرأة والتجريبية والاستنتاجية ابتكارا وتخيلا وهو منبع الحكمة والقادر على تخزين كل المدركات من الأمور المحسوسة والملموسة والفكرية النظرية والبحثية في الذات والطبيعة والكون ويستطيع التمييز بين الخير والشر والجمال والقباحة والأخلاق الفضيلة والسيئة والصحيح من الأمور والخاطئ منها وهو المسؤول عن كل التصرفات والإدراكات والأنشطة والنتاجات الفكرية الواعية واللاواعية للإنسان فهو يعقل به وبه يحاسب فمن أوتي عقلا راجحا وذكاء متحفزا أوتي الحكمة وكان سديد الرأي متفاعلا منتجا مبتكرا , يضع الأمور في نصابها ويحلل الأحداث بدقة ويستنبط الحلول الناجعة ومن كان ذو جهالة كان أخرق في قراراته مدمر لنفسه عالة على مجتمعه . ومن الحكمة الربانية أنه جعل العقل ذو شقين الظاهر الواعي والباطن اللاواعي فالعقل الظاهر الواعي هو العقل المدرك والذي يمكن إدراكه بظهوره الدائم المتيقظ النشط على ساحة الفكر ليتفاعل مع الأحداث ومجريات الحياة ويعبر عن شخصية صاحبه وصفاته وأخلاقياته والسمات الخاصة به من كل النواحي الفكرية والجمالية والقيم والمبادئ العامة الأولية التي تفصح عن مكنوناته وقدراته الذهنية يفكر بشكل منطقي عملي ويستطيع قراءة الأفكار ويتسم بردود الأفعال السريعة لها وللمؤثرات الخارجية والداخلية فهو سريع الاستجابة للأمور والأحداث الطارئة وينظر إليها بمنظار واقعي ويحللها تحليلا منطقيا علميا ويحدد الأسباب والدوافع من خلال المكتسبات الخاصة التي يحتفظ بها سابقا في ذاكرته وفي عقله الباطن من خلال المعارف المكتسبة والمعطيات المتوفرة فيستنبط الحلول ويقيمها ليعطي القرارات المناسبة من قبول أو رفض أو ابتكارات جديدة ويسن القوانين الناظمة لكل حدث وظاهرة . أما العقل الباطن اللاواعي فهو أكثر تعقيدا من العقل الواعي حيث إنه مستودع الذاكرة الشخصية الدائمة للإنسان الذي يخزن فيها كافة المعلومات والمكتسبات الفطرية والمعرفية فهو يقوم بحفظ وتخزين وتجميع كافة المعلومات المرسلة من العقل الواعي ليستخدمها بالوقت المناسب حين يحتاجها العقل الواعي ويعتبر مستقر العواطف والمشاعر ومحرك الطاقة يطفو على السطح في عالم الأحلام في النوم وعالم أحلام اليقظة حين يسرح الإنسان بخياله فيأخذه برحلة من التأمل والذكريات في كافة مراحل حياته وأمانيه التي يحلم بتحقيقها أو حين يفكر بحالة ما علمية كانت أو فكرية فكثيرا ما تمكن الإنسان من الابتكار أو الوصول إلى حلول ناجعة حين يفكر فيها فيأخذه العقل الباطن إلى عالم آخر بعيدا عن المحسوسات ليسرح بخياله في بحر من أحلام اليقظة ويعرض عليه مشاهد وأحداثا سابقة مماثلة ومخزونا من المعارف المخزنة في الذاكرة ليأتيه الإلهام بالوصول إلى أنجع الحلول أو أفضل الابتكارات وأيضا يستطيع السيطرة على تصرفات صاحبه وتنبيه العقل الظاهر إلى هذه التصرفات مع البدائل الناجعة لتعديلها وتنسيقها بما يتناسب معه من ناحيته الشخصية والأخلاقية أو العملية أو حين يفكر في معضلة أو مشكلة ما فيساعده على الابتكار أو في وضع الحلول الناجعة لها . ومن الجدير ذكره عن الأحوال الخاصة للعقل أنه حينما يتعرض الإنسان إلى صدمة عصبية أو مرضية دماغية فيصاب بفقدان الذاكرة فلا يعد يتذكر من ماضيه أو معرفته المكتسبة سابقا أي شيء مطلقا ويبق العقل الواعي هو الوحيد على الساحة ليعود ويكتسب الخبرات والمعارف ويعيد إرسالها إلى العقل الباطن ليكتسب ذاكرة جديدة , ومنها أيضا حينما يصاب الإنسان بالخرف يتغيب العقل الظاهر ويسيطر العقل الباطن ويسيطر على الساحة فلا يعد المصاب يفكر بشيء مطلقا ويعيش في دائرة العقل الباطن وكأنه يعيش أحداثها للتو, ومن الأمور الجميلة والمنتجة والمبتكرة حينما يجتمع العقل الواعي مع العقل الباطن على فكرة ما فيعطي أجمل وأفضل النتائج . فلا عدمنا نعمة العقل


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع