Samir Elqousy
تحت وهج الشمس الحارقة مضى يجوب الشوارع والطرقات حافيا وهو يدفع عربته المحملة ببضاعته البسيطة من الأوانى الفخارية متوكلَا على الله راجيا أن يعود مجبورا...بين الفنية والأخرى يخرج من جيب بنطاله المهترئ منديل قماش ليمسح جبينه المتصبب عرقا.
كان الوقت قد أوشك على الغروب عندما عاد إلى المنزل...أستقبلته زوجته على باب الحجرة بعيون مترقبة .. . ألقى بجسده المنهك على الأريكة.. قدماه تؤلمانه بشدة من المشى حافيا وكذلك ساقيه .... فى الماء الدافئ الذى أحضرته زوجته وضع قدميه....شعر بأرتياح كبير ...من جيب بنطاله أخرج كل ما معه من نقود وأعطاها لزوجته ..القى نظرة على أبنائه عامر وصابر وأحلام وهم يغطون في نومهم على حصيرة من الخوص.. تنهد تنهيدة ثقيلة وسألها : هل تناولوا طعاما قبل ان يناموا ؟..أجابته زوجته : كلا....فقد طفقوا يبكون وناموا من كثرة الجوع والبكاء...شعر بامتعاض وحزن شديد وأشفق عليهم ..أستطرد بعد برهة من الصمت : أذهبى لتبتاعى لنا شيئا نأكله...فأنا لم أذق طعم الزاد منذ الصباح ..وهو يشير الى أبنائه : أيقظيهم ليأكلوامعنا....بعد أن تناولوا طعامهم البسيط وشربوا الشاى.... أشارت عليه الزوجه بأن يلحقوا الصبيين بورشة نجارة المعلم رضوان مقابل اطعامهما فقط....أغتبط بما أشارت عليه زوجته ووافقها الرأى
فى الصباح الباكر خرج كعادته وهو يدفع عربته أمامه بهمة ونشاط كمن يسابق الزمن مرتدياسترته البالية التى لوحتها أشعة الشمس وبنطاله المهترئ وتبعته زوجته قاصدة ورشة نجارة المعلم رضوان وفى معيتها طفليها عامرذو تسعة أعوام وصابر سبعة أعوام ....القت السلام على المعلم رضوان وطلبت منه أن يقبل الطفلين للعمل بالورشة مقابل اطعامهما فقط... نظر اليها والى الصبيين ثم قال وهويلوح بذراعيه : لا، ليس بمقدوري أن أتحمل عبء الأثنين ..وهو يشير الى عامر : سأقبل به وألاخر – يقصد صابر – الحقوه بالمدرسة ليتعلم.
شكرته وأحتضنت صغيرها عامر وقبلت جبهته و عادت إلى بيتها سعيدة مغتبطة
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة