دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

حسان بقلم / نعيمة غنيات



.......................

يحكى أن رجلا طيب اسمه عمي محمود فلاح  ، ماتت زوجته و تركت له ثلاثة أولاد،  أكبرهم ياسر و أوسطهم حسان و أصغرهم ياسين الذي  يصغر حسان بعام واحد  ،  و كان عمي محمود نعم الاب،   لم يتزوج خوفا على أولاده ، رعاهم و احبهم حبا كبيرا و مع الأيام مرض و لم يعد قادرا على  العمل  ، فاضطر حسان التوقف عن الدراسة و مساعدة والده و القيام بالفلاحة  و كان عمره خمسة عشرة سنة ، لكنه العائل الوحيد  لهذه الأسرة ، بعد تدهور حالة والده ، و بعد خمسة سنوات مات عمي محمود حزن ابناؤه كثيرا و خاصة حسان ، حزن حزنا شديد استمر لسنوات ، و تكفل بإخوته حتى تخرجوا من الدراسة ، ياسر طبيب أسنان  ، و ياسين مهندس معماري ، لما تحصل على الشهادة و بدأ العمل في المدينة ، قرر أن ينتقل إلى المدينة للعيش هناك لان حياة الريف صعبة و لا تروق لهما ، حزن حسان على ابتعادهما ، لكنه تمنى لهما حظا سعيدا و بقى هو في الريف ،  يعتني بالارض و في نهاية السنة،  يتقاسمون الأرباح و لا يأخذ حق أتعابه ، المهم الكل راض و مع الأيام ، طلب ياسر و ياسين قسمتهما في الميراث فقاموا بعملية القرعة ، فأخذ الاثنان الأرض الخصبة و البور ،  و حظ حسان أرض حدباء لا تصلح للزراعة و لا  للبناء ، مليئة بالأحجار و  مأوى للأفاعي و الثعابين ، طلب حسان منهما أن يتقاسموا بالعدل و يلغوا عملية القرعة،  لكنهما سخر منه و كان لهما ما يريدان ،  و ما حز في نفس حسان أنهما قام ببيع الأرض و غادر  إلى المدينة من غير رجعة ، و لم يهمهم مصيره ، لا يملك شهادة  و ليس له مال ، و تناسا تضحيته و هجراه إلى الأبد ، بقى وحيدا و حزينا ، حاول أن يصلح  تلك الأرض الحدباء و لما اقترب لنزع الحجارة  لدغته أفعى و كاد أن يموت ، قرر أن يبيعها و يشتري بها أرض خصبة لكن دون فائدة ، الكل يسخر و يطلق عليها اسم أرض  جحور  الثعابين ، بقى على هذا الحال يتنقل من مكان إلى مكان للبحث عن العمل ، و كل ما يمر على الناس  يسخرون من نصيبه في القسمة، يجيب أنا راض بكل ما كتب الله لي ،  ذهب إلى  ياسين إلى مكان عمله  طلب  أن يقرضه مبلغ من المال لشراء قطعة ارض ، قدمه إلى زملائه انه جار  قديم ، خرج مغتاظا و ذهب إلى ياسر ، لكي يشكو إليه من أخيه لكن ياسر كان أكثر غلظة ، خرج مكسور الخاطر و عاد إلى الريف ، عامل يومي لكنه لم ييأس و كان سعيدا ،  و بعد أربعة سنوات بينما هو عائد من العمل ، سمع الناس يقولون أن الخبراء يبحثون عن صاحب الأرض المهجورة  ، تبين أن الأرض بها الكثير من المعادن و مصدر للطاقة و خاصة الذهب الاسود فهذه الأرض تساوي المليارات،  استلمت الدولة هذه الارض و أعطته الملايير  ، حمد الله على هذا الرزق الذي أتاه  من غير احتساب،  و استعاد أرض والده و اشتراها ، و بنى قصرا و عاش غنيا و لم ينسى الفقراء بل العكس ساهم في بناء المصانع لتوفير  العمل لأبناء المنطقة،  اما ياسر و ياسين ،  طلب من حسان  أن يعطيهما المال ، لأنها أرض الوالد ، تأثر حسان لكلامهما  و قال لهما أنسيتما قبل خمسة سنوات، كم سخرتم منى و .......الخ كنت أنتظر منكما أن تطلبوا مني السماح  ، اعماكما الجشع و خجلتما منى لاني فقير و لا أملك شهادة ، ركبتما على ظهري و نسيتما فضلي  و عندما احتجت لكما تخليتما عنى، انا حسان قبل خمسة سنوات و بعد خمسة سنوات فالمال لا يزيد و لا ينقص منى  شيئا   ،  ماذا قدمت لكما الشهادة ، استصغار الاخ لأخيه، اين المبادئ و الأخلاق التى زرعها ابي فيكما، أين حق الاخوة ، ما جزاء الإحسان، أقول لكما ما فائدة العلم إذ لم  تكسوه الأخلاق، ما فائدة العلم المجرد من الإنسانية ، تبا لهذا الجحود و النكران،  فطأطأ رأسيهما ،  و ندم  عن فعلتهما  و طلب منه أن يعفو عنهما .


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع