أماه نار الشوق نار لا تطاق
قلبي رماد قد غدا بعد الفراق
أضحت حياتي دون معنى كئيبة
والله أصبح طعمها مرّ المذاق
الكون فقد اللون أصبح باهتاً
هذي الحياة عَليّ ضيقتِ الخناق
الروح بحثت عنك في ذاك المدى
وقت الأصيل وعندما الفجرُ أفاق
بحثت بموطننا الكبير ولم تجد
أماه غير الصمت يسكن في الزقاق
من دون أوراقٍ بدون وثيقةٍ
من دون خيلٍ أو جِمالٍ أو نياق
ذهبت لنجدٍ للرباط لمسقط
رحلت إلى بلد الكنانة والعراق
من دون أقدام مشت وبلا خطى
كالطيف سارت للبعيد بدون ساق
لمدار هذي الأرض روحي سافرت
هي شاركت كل الكواكب بالسباق
أماه يوم رحيلك جسدي هوى
أضحى ثقيلاً ما استطاع بك اللحاق
يوم الرحيل البدر في عيني اختفى
لبس الظلام وصار في طور المحاق
والأرض دُكّت والجبال تناثرت
وكأن عيني أبصرت يوم التلاق
سأظل أحكي للزمان عن التي
كانت تضيء كشمعة ذاك الرواق
نثرت بدربي النور أصبح مبصراً
ما همها ألم اللهيب والاحتراق
اشتاقت العينان لعيون المها
سوّى العيون البارئ الخلّاق
في وجهك أماه شمس أشرقت
كم كنت أعشق ذلك الإشراق
أماه لم أر مثل وجهك في الدُنا
تاقت إليه الروح والأحداق
هناء شبانه التميمي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة