ليل المدينة صاخب جدا . وكأنه نهارا فقأت الشمس عيناه، لم يكن لدى سوى العودة للمنزل، لمجالسة هذا الذى لايحضر إلا فى غيابى، اشاعوا أنه يسأل عنى فى الطرقات ، حين لا اتجول بها ،عدت ورأسى تحمل خططا كثيرة، كيف التقيه؟ هل اصعد طابق فوق طابقى الذى اسكن فيه ؟ ام اتسلل من شرفة جارتى المسنة ، لا اريده ان يشعر بى وانا افتح باب المنزل، لكن من دون جدوى اعرف انه سيعرف ، وصلت اخيرا ، وانسحبت رائحته رويدا
جلست على مقعد منضدة الطعام وقررت ان اكتب له رسالة واضحة، اطلب فيها لقائه امسكت بالورقة والقلم
عزيزى الشبح
اكتب اليك للمرة الأولى بعد أن فكرت كثيرا
وخفت أكثر ، فى الحقيقة لا اعرف من ماذا؟
لكن ربما هذا الخوف الذى يعترى اى انسي حين تذكر امامهم حكايات الأشباح. لكننى فكرت مليا
بعد ان مررت بمايخيف اكثر من بنى البشر
لذلك ارسلت اليك تلك الرسالة
اعرف انك تحضر لمنزلى فى غيابى
وتختفى فى مكان ما حين عودتى،
لماذا لا تنتظر ملاقاتي؟
ربما كنت هاربا من عالمك
كما احاول ان افعل انا هنا ولا استطيع ،
لماذا لانصبح صديقين؟
غدا ساذهب لموعد هام وساعود فى العاشرة
مساءا
سأترك النافذة مفتوحة
ان وافقت اغلقها انت
صديقتك الانسية ذات الشعر الأسود
.........
امسكت بالقلم وكتبت خلف رسالتها
عزيزتي الانسيه
ذات الشعر الاسود
والخد المورد
ذات العينين الناعستين
والنظرة الابرد
لاتستوحشي وجودي
في صمتي
او في ردودي
قبل أن
تعرفي قصتي
وتعرفي حدودي
انا قبل ان اعرفك
كنت قد مللت منكم
مللت
على الرغم من اننا
معشر الاشباح
لانعرف الملل
اسمعي قصتي
انا لم اكن نكره
في معشر قومي
ولا كنت يوما بينهم
الفارس الاوحد
لكنكم معشر الانس
اخشى مواجهتكم
بل اتردد
من كل امرإة عرفتها منكم
كنت انجب قصيدتين
واحدة كنت أكتبها
عندما كان يملؤني الامل
وألاخرى كانت
عندما افقده......
حروفها بالدموع
كانت تتشكل
في قصائد البدايات
كان يفيض الحب
حروفا تبتسم
وضحكات
من أعماق القلب
ترتسم
حتى تختلط الوقائع بالاحلام
فيبتهج الليل بخيوط من نور
فينسحب الضلام
املا بوصال
حتى لو كان ذاك
مغلفا بالخيال
كل أمراءة منكم
عندما كنت أشتهيها..
كنت أرسلُ ذهنِي ليُحضرها..
و أتخيّل معها مشهدا..
ً بكل تفاصيله...
وعلى باب المساء
كنت أوقظ جمرات الشغف
شوقآ للقياها
كل امراءة منكم
كنت اتمناها الاخيرة
فلطالما كنت ا خشى النهايات
تلك التي لم أكن ارحب بها
لكنها كانت تأتي فجأءة
كما كانت البدايات تاتي
وبعد كل حفلة اختناق صاخبة
اشهدها
تلك التي تكون محمّلة بكل جنوني ...
أعبث معها بجدائل القصيدة
لتخرّ صريعة ،
حبيسة هذياني ...
كل امرأة منكم
كانت تترك لي ندبة
حتى اصبح قلبي كالغربال
وعندما تدخل امرأة جديدة
كان ينظر الي ويقول
الا تمل؟
هيثم الزهاوي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة