الطفل هو عصا موسى إن أردنا صنع حضارة ، فلن تتفجر الينابيع من تلك الصخور التي تراكمت في شتى مناحي الحياة إلا بتلك العصا . تبدو للوهلة الأولى معجزة إلهية بعيدة المنال لكن القضية سهلة وبسيطة للغاية كقضايا الأستاذ حسن سبانخ .
لقد مللنا من الشكوى وإلقاء اللوم على المؤسسات تارة والأشخاص تارة أخرى حتى الأشياء لم تسلم هيَ الأخرى .
لابد أن يبدأ كل مسؤول في تربية طفله التربية السليمة ، وليضع كل ولى أمر أحلامه التي لم يحققها جانباً بل ليدفنها في أعماقه طالما فشل في تحقيقها ، ليدع طفله يحلم أحلامه الخاصة النابعة من ذاته لا من ذوات غيره .
دعوه يفعل ما يحبه ، يدرس ما يجد شغفه فيه ، يعمل ما يؤمن أن فيه طموحه .
يجب أن ينتبه الآباء والأمهات كذلك المؤسسات التعليمية أن الطفل المبدع له عقلية تختلف عن أترابه ، لذلك فإن له معاملة خاصة لأنه يتأثر أضعاف غيره بكل ما يمر به ، يجب الانتباه إلى تلك النقطة التي من شأنها تدمير حيوات دون قصد ، يجب أن يشعر باهتمام من حوله بأفكاره وأحلامه التي قد تختلف كثيراً عن من هم حوله ، كفانا تنقيب وتشويه في النفوس الطفولية دعوها تحلق في آفاقها وتحلم أحلاماً كبيرة ، لا تكبتوها بالثقافة الملوثة التي رسخت كأنها كتاب مقدس نعيش بنصوصه فكثير من العبارات التي تقال وتحبط أطفالنا ليست صحيحة هيَ فقط ليس لها وجود غير في تلك العقول التي تضخها كل دقيقة .
سنرى ما سيصنعه أطفالنا حين يشبوا في مناخ ملائم مهما كانت الامكانات المتاحة لهم محدودة سيكونوا عصا موسى التي تروي ذلك الظمأ الذي نعيشه .
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة